21 سبتمبر، 2024 - 1:40 م

أرباح البنوك.. ومصر وياسين.. وعجوز «حلوان»..!

1 min read
الكاتب الصحفي السيد البابلى

الكاتب الصحفي السيد البابلى

 

               بقلم: السيد البابلى

دار الإفتاء المصرية خرجت علينا ببيان جديد توضح فيه الحكم الشرعى لإيداع الأموال فى البنوك والحصول على فوائد منها وأكدت أن ذلك ليس ربا وجائز شرعاً ولا إثم فيه وليس من الربا فى شيء.. وقالت إنها عبارة عن أرباح تمويلية ناتجة عن عقود تحقق مصالح أطرافها. والبيان الصادر عن دار الإفتاء ليس جديداً وسبقه العديد من البيانات المماثلة طوال السنوات الماضية وكان الرأى حاسماً قاطعاً فى كل المرات بالتأكيد على نفس المعانى وطمأنة الناس أن أرباحهم من إيداع أموالهم فىالبنوك حلال.. حلال وليس فيه شبهة حرام ولا ربا، ولكنه من الضرورى أن تعيد دار الإفتاء التأكيد على هذه المعانى مراراً وتكراراً لأن البعض من الذين يريدون الاستيلاء على أموال البسطاء وتوظيفها فى شركات وأعمال خاصة بهم يقومون بخلط المعانى وتشويه الأفكار لإقناع الناس بعدم إيداع أموالهم فى البنوك بحجة أن فوائد البنوك بها شبهة ربا. ولقدقالت لى سيدة عجوز ذات يوم إنها لا تملك فى الدنيا إلا مبلغ مائة ألف جنيه تركها زوجها الراحل وهذا المبلغ هو سندها فى الحياة حتى تقدر على مواجهة أعبائها وقلت لها عليك بإيداعه فى البنك فى شكل شهادات استثمار والحصول على عائد شهرى يساعدك مع المعاش على حياة كريمة.. وانصرفت وأنا على قناعة بأنها ستفعل وستتخذ قراراً بذلك، إلاأن هناك من جاء وأقنعها بأن فى ذلك شبهة حرام وهى فى أرذل العمر فكيف ستواجه الخالق..! واستولى هذا الشخص على ما تملك بحجة أنه سيتاجر بالمبلغ باسمها وستحصل على عائد أكبر من البنك.. ولم تتردد فى القبول.. ولم تمض أشهر قليلة إلا وكان.صاحبنا قد أعلن خسارته للمال فى التجارة وخسرت هى حياتها أيضاً من الحسرة  والخوف والصدمة..! إن تأكيدات دار الإفتاء فى هذه القضية بالغة الأهمية.. وما قالته دارالإفتاء يجب أن يصل إلى كل مكان فى القرى والنجوع والكفور والمحافظات.. وهذه هىمهمة خطباء المساجد للتحدث فى هذه القضايا الحياتية الضرورية ولا حديث يعلو على ذلك.

>>>

وقصة الطفل ياسين حسام مريض السرطان تؤكد أن مصر تتغير وتتغير نحو الأفضل فى مجال احتضان ورعاية أبنائها فى كل مكان وهو ما يسعدنا ويجلعنا نرفع رءوسنا بفخر واعتزاز بالانتماء لهذا الوطن. فالطفل ياسين كان مقيماً بالمملكة العربية السعودية فىمنطقة عسير ويتلقى العلاج فى أحد المستشفيات بالمملكة عندما انتهى العلاج التأمينى وأطلقت والدته نداء وصرخة تطالب الوطن الأم مصر بأن تقدم الرعاية الطبية لإنقاذ ياسين.. ومصر لبت النداء.. مصر أرسلت طائرة طبية خاصة أتت بياسين ونقلته سيارة إسعاف إلى معهد الأورام حيث قام الأطباء بفحص حالته ووضع بروتوكول للعلاج.. ومصرالتى تتابع حالة ياسين تدعو للطفل ياسين بالشفاء.. مصر التى فى خاطرى وفى دمى تعيد إلينا إحساساً جديداً بأن هناك من يهتم وهناك من يتفاعل وهناك من يسارع إلىتلبية الاستغاثة وهناك من يقف فى ظهورنا ويقدم الرعاية والحمايةً  وارفع رأسك فى أى مكان أنت من مصر.. أنت تذهب لتقدم الخبرات وتبذل الجهد.. أنت تسافر لتعمل شريفاً مكافحاً ساعياً إلى الرزق الحلال.. قد يسئ البعض معاملتك فى بعض الدول كما يظهر فىالحوادث التى تنتشر على السوشيال ميديا ولكنها حوادث تعكس جهلا وتخلفاً ونوعاً منالبلطجة لايعبر عن شعوب عريقة أصيلة تقدر وتفهم وتستوعب أنك من مصر وأنك مصري.

>>>

ويعتصرنى الألم وأنا أكتب عن عجوز حلوان.. عن سيدة تبلغ من العمر ٦٦ عاماً، عاشتوحيدة فى شقتها بشارع شريف بحلوان.. كانت الأيام والليالى تمضى ثقيلة رتيبة عليها.. لا يوجد من يطرق بابها.. ومن يساندها فى مرضها ويسهر على راحتها.. ومن يؤنسوحدتها ويضخ فيها إكسير الحياة.. ومن يقدم لها العطف والحنان ويدخل عليها الفرحة والسرور!!

وفى ساعات الليل الطويلة كانت تستيقظ لتصرخ وتبكى وتنتحب كما يقولالجيران.. ولكنها لم تجد استجابة أو عطفاً وتراحماً ولم يكن هناك من يسألها عن أحوالها أو يساعدها فى حياتها..!! والعجوز المسكينة دخلت فى حالة اكتئاب حادة ووجدت أن فى الموت الراحة والعزاء فقررت أن تنتقل إلى العالم الآخر إلى الرحيم الغفور فقفزت من شرفةمنزلها لتسقط جثة هامدة يتجمع حولها الناس ويترحمون عليها ويترحمون أيضاً علىأنفسهم فلم يكونوا لها عوناً ولم يكلفوا أنفسهم عناء السؤال عنها فى الوقت الذى كانت فى حاجة إلى كلمة واحدة تمنحها الحياة. ويا أيها الأبناء.. يا كل ابن.. يا كل ابنة.. لاتتركوا الكبار فريسة للوحدة والمرض والألم.. التفوا حولهم.. عبروا لهم عن حبكم الخالص وتمسككم وتعلقكم بهم.. أسندوا إليهم أدواراً فى حياتكم.. احملوهم فوق رءوسكم.. فبعد فقدان الأب والأم تختفى وتتلاشى كل لذة فى الحياة.

>>>

ونعود لحواراتنا وقضايانا اليومية والدولار الذى يتلاعب بنا وبمصائرنا والذى يشهد منذأيام ارتفاعاً متواصًلا فى البنوك ليقترب سعر الدولار من تسعة عشر جنيهاً للدولار الواحدوربما تجاوز هذا الرقم أو سيتجاوزه قريباً. وكل التوقعات تشير إلى استمرار الدولار فىالارتفاع.. وكل التوقعات تؤكد أن الأزمة الاقتصادية العالمية مستمرة ولا يوجد نهاية قريبةلها وأن الموقف الاقتصادى العالمى غامض وملئ بالضباب كما يقول وزير المالية.. والاستمرار فى البقاء والصمود فى مواجهة هذه الأوضاع هو النجاح.. قمة النجاح.

>>>

والممثل «الحمش» أحمد ماهر يقول «لو مراتى فنانة مرضاش إنها تتباس وتتحضن فىسياق الدراما»..! وياعم أحمد فيه مخرج كان بيشرح لزوجته الممثلة إزاى تتباس فى لقطةمن فيلم يقوم بإخراجه ويطالب بإعادة المشهد..!

ياعم أحمد خليك فى حالك وسيب الناس تبوس وتتباس..!!

sayedelbably@hotmail.co.uk

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.