21 سبتمبر، 2024 - 1:49 م

جيل الثورة.. وسائق الأتوبيس.. ومدرس الفلسفة

1 min read
الكاتب الصحفي السيد البابلى

الكاتب الصحفي السيد البابلى

 

                بقلم : السيد البابلي

اليوم نحتفل بالذكرى السبعين لثورة ٢٣ يوليو من عـام ١٩٥٢ ثـورة البسطاء الذين  انتفضوا للقضاء على الاستعمار والرجعية والاقـطـاع وسيطرة رأس المــال على الحكم ولتحقيق العدالة الاجتماعية واقامة حياة ديمقراطية وبناء جيش وطنى قوي. ويـوم ٢٣يوليو ١٩٥٢ ســـوف يظل من أكثر الأيام الخالدة فى تاريخ مصر فهو اليوم الذى غيرمجرى تاريخ المنطقة العربية كلها من المحيط إلـى الخليج، فلم تكن ثـورة  جمال عبدالناصر ورفـاقـه من الضباط الأحـرار ثـورة من أجـل أن يحمل الاستعمار عصاه ويرحل عن أرض مصر فقط، وإنما ليحمل عصاه ويرحل عن كل الدول العربية التى كانت تئن وتتوجع تحت وطــأة الاحتلال البريطانى أو الفرنسى أو الايطالى الذى نهب الثروات لعقود من الزمان. ونحن جيل ثور يوليو.. نحن من ثمار الثورة التى أخــذت على عاتقها أن يكون التعليممجانياً وحقا للجميع.. نحن جيل الثورة الذى هتف وغنى وآمن بالقومية العربية وعرف وأدرك معنى أن تكون عربياً وأن يكون هناك حلماً عربياً بالتكامل والـوحـدة وأن ترفع رأســك وتباهى الأمــم بأنك من بلد ناصر.. وبلد ناصر كانت تعنى الكرامة وعزة النفس والصمود وروح التحدي. وفى الذكرى السبعين لثورة يوليو الخالدة فإننا نبتعد عـن تقييم الـثـورة ومساراتها وأيجابياتها وسلبياتها لأن التاريخ لا يتم مـراجـعـتـه بــآثــر رجــعــى ولأن معطيات  وظـــروف الـيـوم تختلف عـن سـنـوات الثورة ولأن ثقافتنا ورؤيتنا للأموراليوم مغايرة تماما للستينيات وللظروف المحلية والعالمية التى كانت سائدة، ولكننا نتحدث عن الثورة بأنها مازالت هى الملهم للشعب.. وهى الزخم الحقيقى للاستفادة منمشروع الحلم.. الحلم فى أن تكون مصر هى الدولة الرائدة.. الحلم ومدرس الفلسفة أنتكون القاهرة هى عاصمة كل العرب.. الحلم فى أن تكون كلمة مصر تعنى القوة والعطاء والابـداع.. الحلم فى تكافؤ الفرص.. وفى العدالة الاجتماعية وفى الحفاظ على الطبقة الوسطى وفــى الاهـتـمـام بالعامل والفلاح.. والحلم مـازال قائماً.. والجمهورية الجديدةالتى تبنى حالياً تستطيع استعادة الأمجاد وتحقيق المعجزات.. والثورة مازالت مستمرة

> >>

ونعود إلى حياتنا اليومية.. ونزيف الدم الذى لا يتوقف فى شوارعنا والكارثة الإنسانية  الـتـى وقـعـت فـى المنيا بـإصـطـدام أتوبيس بسيارة نقل متوقفة على أحد جانبى الطريق ومقتل ٢٣ شخصاً وإصـابـة ٢٩ آخـريـن فى حادث مأساوى كارثى يفسر ويروى ويترجم قصة الأحوال المرورية فى شوارعنا وتعبر عن كل معانى الاستهتار بحياة البشر ومصائرهم.. فالسائق كما تقول التحقيقات الأولية كان تحت تأثير المخدرات والركاب حاولوا ايقاظه وتنبيهه عــدة مـــرات قبل وقـــوع الـحـادث  والأتوبيس كان يتحرك بسرعة فى ساعات الصباح الأولي.. والاصطدام كان شديداً والموت كان قريًبا وحادث المنيا كان متوقعا مثل غيره من الحوادث فالناس لا تتعلم. والناس لا تحترم ولا تدرك ولا تعرف شيئاً عن القواعد المـروريـة ومـن السهل أن يكون هـنـاك حـادثـاً قـاتـًلا كـل دقـيـقـة، بـل وكل ثانية وفـى أى مكان وتحت أى ظــروف فلا الردار يوقف الناس عن السرعة ولا الرقابة المرورية فعالة.. ولاسلوكيات الناس تقبل التغيير والتعديل..! وفى الطريق الزراعى من الإسكندرية للقاهرة وقبل مدينة قويسنا فإن سائقى السيارات كانوا يحذرون بعضهم البعض من أجل السير ببطء لتجنب وجود كاميرات فى هذا المكان.. وكأنهم يتحايلون على  المخالفات ويساعدون بعضهم البعض على ارتكاب الخطأ..! ولـن ينصلح الحال إلا بثورة فى تطبيق الإجــراءات المرورية على الطرق.. وباتخاذ اجراءات فعالة ضد سيارات النقل التى تسد الطريق وضد سيارات الميكروباصاتالتى تتلوى من اليمين لليسار ومـن اليسار إلى اليمين بأقصى سرعة ثم تقف فجأة لإنزال أو تحميل الركاب.. وضد كل سائق سيارة لا يلتزم بالحارة المرورية المخصصة له.. وضد كلمن يقود سيارته تحت تأثير المخدرات !! ولابد من الصحوة وايجاد الحلول.. ومشروع قومى للانضباط المــرورى فالفوضى فاقت وتحدت كل المعدلات..!

> >>

وكـتـبـت قـبـل أيـــام عــن صـعـوبـة اجــــراءات التسجيل العقارى للشقق والوحداتالسكنية والأراضـى رغم أن الدولة قدمت العديد من التسهيلات غير المسبوقة.. وتلقيت رسالة على البريد الالكترونى من منصور فـرج محمد على الشربينى من المنصورة يقول إنه يحاول تسجيل قطعة أرض اشتراها من المحافظة منذ عــام ٢٠٠٠ وبـــدأ اجــــراءاتالتسجيل العقارى منذ عام ٢٠١١ وحتى الآن لم يتمكن من التسجيل بعد أن أنفق وأهـدرالكثير من الجهد والمال..! ويقول فى ذلك يبدو أن قرارات وزيــر العدل لم تصل إلـى المنصورة بعد..! ومنصور يترجم كل المشكلة فى أسطر قليلة.. فالقرارات تصدر ولكن دولة الموظفين العميقة هى التى تقوم بالتطبيق.. ولها تفسيراتها الخاصة لكل القوانين ولديهاالـقـدرة على تحويلها لحبر على ورق.. وما أكثر القوانين التى صدرت ولم تجد لها تطبيقاًعلى أرض الواقع..!

> >>

وما كل هذه الثورة على مدرس الفلسفة الذى يتحرك فى موكب من السيارات ويتمتع بالحب الجارف من الطلاب الذين يستقبلونه فى مظاهرات وهتافات  واعـجـاب..!!

هذاالمدرس هو قائد رأى هو نموذج للنجاح فى الحوار والـوصـول إلـى عقول الشباب.. هـذا المـدرس تجربة ينبغى التعلم الاستفادة منها.. هذاالنموذج هو ما نحتاجه للوصول إلى الشارع  والالتحام بالجماهير.. هذا رجل يتحدث لغة الـشـارع والشباب والـطـلاب ويجيد الاقناع وخلق أجواء الثقة والاحترام.. هذا هو المدرسالذى كاد أن يكون رسولا

> >>

وأســرة المذيعة شيماء ضحية القاضي.. من الأفضل أن تلتزم الصمت وألا تتكلم حتى  يظل تعاطف الناس قائماً مع الضحية!!

> >>

وفــى حـفـلات روبـــى فـى الـسـاحـل.. لا أحد يستمع إلى ما تغنيه.. الكل يكتفى بالمشاهدة.. والمواهب لم تعد تتعلق بالحنجرة..!

> >>

وأخيراً:

انكسار النفس لا يجبره ألف اعتذار

> >>

وسوف تدرك يوماً أن أثقل القيود لــم تصنع مــن الـحـديـد بــل مــن الـعـواطـف والتوقعات والأفكار.

> >>

ولا تبحث فى القلوب عن مسافات فارغة وإنما عن مساحات صادقة.

ً >>>

وأحيانا أكون متعبا

بلا أسباب.. فقط متعب

Sayedelbably@hotmail.co.uk

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.