21 سبتمبر، 2024 - 5:58 م

اكتشف نفسك وأنت صائم !!

                              بقلم …. فهمي عنبة

يعلم المسلمون أن غزوة بدر الكبرى وقعت يوم ١٧ رمضان فى العام الثانى من هجرة الرسول إلى المدينة .. ولكن قد لا يعلم الكثيرون أنه فى نفس العام فرض الصيام عليهم .. مما يعنى أنه بعد ١٦ يوماً فقط من بدء صيامهم المفروض لأول مرة خاضوا أكبر وأهم معاركهم .. وكان يوم الفرقان الذى نصرهم الله فيه وهم قلة لأنهم صبروا وعملوا وخططوا وجاهدوا ” حتى لو قيل إن منهم من لم يصم يوم الحرب ” .. ثم أعطاهم الله منحة أخرى مكافأة لهم فى نهاية شهر الصوم وهى احتفالهم بأول عيد للفطر . 

تـأتـى المـنـح الربانية الـتـى يـفـرح بها العباد بعد الاجتهاد فى العمل والـعـبـادة .. وكتب الله الصيام على المؤمنين لعلهم يتقون .. والتقوى كما عرفها على بن أبى طالب «كرم الله وجهه» هى الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا ” أو القناعة ” بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل .. فالصوم لا يعنى الكسل والنوم والراحة .. ولكن هو الصبر على الشدائد ولزوم التقوى والإخلاص فى عملك والذهاب إليه مبكراً وأداء واجبك على خير وجـه واستقبال المواطنين وإنهاء معاماتهم كما يجب وبما يرضى الله وأن تراعى أسرتك وأهلك وجيرانك وتعامل الناس بخلق حسن وأن تحب أبويك وأولادك وزوجتك وتعطف على الفقراء والمساكين وتحب وطنك وتدافع عنه وقت الحاجة .. كل ذلك مع الاجتهاد فى العبادة بالصيام والقيام وقراءة القرآن هو الذى يجعلك تفرح عندما يأتى العيد .. وليس الاستسلام للخمول وإضاعة الوقت فيما لا يفيد !! .

رمضان فرصة لصفاء الأرواح والتصالح مع النفس ومع الآخرين .. وإذا كان الله سبحانه وتعالى خلق الجن والإنس ليعبدوه .. فعلينا أن نتعلم من سُنة رسول الله «صلى الله عليه وسلم» كيف نعبد الله فهو سبحانه الذى أرسله لخير أمة أُخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.. كما أرسل الرسل والأنبياء ليبينوا لعباده الطريق المستقيم فجميعهم جاءوا بالإسلام !!

.. عندما امتدح الله نبيه فى القرآن لم يقل له إنك تصوم كثيراً أو تحفظ القرآن أو تصلى حتى تتورم قدماك رغم أن النبى كان يفعل ذلك وأكثر حتى يكون عبداً شكوراً لله وما أنعمه عليه .. ولكن الله قال لرسوله مدحاً «.. وإنك لعلى خلق عظيم».. فالأخلاق الطيبة تؤدى بك للتقوى وإلى أن تكون من المحسنين الذين ينفقون فى السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس أولئك الذين يحبهم الله ويغفر لهم .. لأنهم إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروه واستغفروه . 

.. وقيل إن الإيمان يهدى إلى أحسن الأخلاق .. وإن أكمل المؤمنين إيماناً .. أحسنهم أخلاقاً.. والنبى جمع بين تقوى الله وحُسن الخلق فالتقوى تصلح بين العبد وربه وحُسن الخلق يصلح ما بينه وبين الناس .. وحُسن الخلق باختصار ؛ هو طلاقة الوجه وبذل المعروف وكف الأذى واحتمال ما يكون من الناس وعدم الغضب وعدم الحسد والحقد والضغينة .. والكلام الطيب والحلم على الجهلاء وعدم التلفظ بالبذىء من القول وعدم الغيبة والنميمة ومساعدة الناس والصبر على أذاهم ومقابلتهم بوجه بشوش .. وقـال الله لنبيه « فبما رحمة من الله لنت لهم .. ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك » .. كل ما علينا أن  نبدأ باصلاح أنفسنا ونعمل بإخلاص وبحُسن خلق ثم ندعُ غيرنا !! .

******
وداعاً جلال راشد.. ومحمد فتح الله

كلما تقدم بنا العمر.. نفقد كل يـوم أصدقاء وأحبه من رفقاء المـشـوار.. ودعنا فى أسبوع واحد الأستاذ جلال راشد والأستاذ محمد فتح الله مديرى تحرير الجمهورية وهما بحق خسارة كبيرة للجريدة وللصحافة المصرية والعربية قدما الكثير للمهنة ..
وعملا بإخلاص وتفانٍ حتى آخر لحظة . 

كـان جـلال راشــد «رحمه الله» من أهـم الصحفيين الاقتصاديين فى مصر .. وصديقا لكل رجال الأعمال والمستثمرين .. وكانت تحقيقاته وكتاباته وتعليقاته ينتظرها كل من يعملون فى مجال البيزنس حيث سخر قلمه لخدمة الاقـتـصـاد الـوطـنـى ومصلحة المواطنين .. كما كان له دور كبير فى الإعـداد لكافة المعارض والمؤتمرات التى نظمتها مؤسسة دار التحرير لأكثر من ٣٠ عاماً.
 
..وكـان الأسـتـاذ محمد فتح الله «رحمه الله» يقابل الشدائد بالبسمة وكانت قفشاته تشع البهجة فى المكان الذى يتواجد فيه.. ولم يعرف التذمر حتى فى السنوات الأخيرة التى كان يُصارع فيها المرض الذى ظل صامداً أمامه ويستهزئ به ويسخر منه.. ومن الناحية المهنية ظل فتح الله مندوباً للجمهورية فى مجلس الوزراء لسنوات طويلة.. وكانت علاقاته طيبة بكل رؤساء الحكومة والـوزراء الذين شغلوا مناصبهم منذ أوائل التسعينيات من القرن الماضي.. وكنا نسميه «صديق الحكومة».. وكان هذا يتيح له تحقيق انفرادات ومانشيتات خاصة بالجمهورية يتفوق بها على كافة الصحف .. فخالص العزاء لزوجته الكاتبة الصحفية الأستاذة منى نشأت رئيس تحرير «حريتي» السابقة. 

رحم الله الصديقين جلال راشـد ومحمد فتح الله ونـسـأل الله لهما الجنة وأن يلهم أسرتيهما وكل محبيهما الصبر والسلوان .

******
طقاطيق رمضانية !!

بسم الله الرحمن الرحيم «.. ادفـع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم »
صدق الله العظيم .
•••••••
أصبح من غير اللائق أن يقاطع المذيع فى البرامج الحوارية استرسال ضيفه ليخرج إلى فاصل إعلانى أو بحجة أن وقـت البرنامج انتهى خاصة إذا كان الضيف يتحدث فى قضية تهم الجماهير وهو خبير فيها ويقول ما يجذب اهتمام المشاهدين واحترامهم .. الأعجب أننا نكتشف أن البرنامج به فقرات أخرى ربما تافهة أو أن ما يأتى بعد البرنامج أشياء أقل أهمية .. فما المانع من مد وقت الفقرة أو البرنامج حتى ينتهى الضيف من إيصال فكرته .. والأهـم من كل ذلك ألا يستعرض المذيع ويستحوذ على أغلب الوقت ويتحدث أكثر من الضيف !! .
••••••• 
قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم : « لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا.. ولن تؤمنوا حتى تحابوا.. أفلا أدلكم على شىء إذا فعلتموه تحاببتم .. أفشوا السلام بينكم » صدق رسول الله .. والسلام عليكم .

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.