21 سبتمبر، 2024 - 7:50 م

علينا أن نتعلم..!ومن هو المسلم؟ وفول «السعادة»..

1 min read

                            بقلم : السيد البابلي

العالم كله يتغير الآن.. هناك أنماط سلوكية جديدة فى الإنفاق وفى عدم الإسرافوالتبذير.. وفى تحديد الأولويات.. وفى الحذر من المجهول والقادم. وعلينا أن نتعلم.. عليناأن نحاول صياغة حياتنا وفقاً للمعطيات الجديدة التى تحتم علينا تغيير الكثير منسلوكياتنا وإدراك أننا فى مرحلة تستدعى وقفة ذاتية مع النفس ومراجعات للمتغيراتالاقتصادية والمعيشية التى تواجهنا.. فالدولة ليست مطالبة وحدها بأن تقوم بكل المهمةوأن تحصر جهودها فى التركيز على توفير المواد التموينية والغذائية بأقل الأسعار.. فالمهمة تتعلق بنا أيضاً لمساعدة الدولة بعدم التبذير وعدم الإسراف فى شراء الموادالغذائية أو تخزينها..، وسلوكياتنا فى ذلك يجب ولابد أن تتغير.. فليس معقو ًلا ولا مقبوًلافى ظل هذه الأزمـات أن تظل موائد رمضان بهذا الإسـراف وأن تلقى كميات كبيرة منالطعام فى القمامة من بيوت الأغنياء والقادرين.. وليس مقبو ًلا أن نعيش حتى نأكل وأنيكون الطعام هو محور حياتنا واهتماماتنا. لقد عشنا لسنوات وسنوات خارج مصر ولمنجد فى كثير من الدول الغنية من يشترى الفاكهة بالكيلو وإنما بالعدد.. ولم نجد منيطلب طبقاً من الطعام ليأكل منه جزءاً فقط.. الناس تحسبها هناك بالسنت والدولار لأن منأراد أن يظل مستقراً فى حياته فإن عليه أن يكون متوازناً مع احتياجاته. ونحن ندعو إلــىمساندة الـدولـة فـى هــذه الأوقـــات الصعبة مـن الأزمــة الاقتصادية العالمية.. ندعو إلىالتخفيف من ضغوط الإنفاق التى تتعرض لها الدولة لتوفير المواد الغذائية.. وندعو إلىإدراك خطورة الموقف لأن القادم أصعب.. والقضية ليست تفاؤلا أو تشاؤما.. وإنما قضيةواقع وتحديات تواجه الجميع وتستلزم أن نبدأ فى تغيير أنفسنا وعاداتنا ومظاهراحتفالاتنا.

>>>

وفى الشهر الفضيل الذى تنقضى أيامه سريعة وكأنها تطير فإن فضيلة الإمام الأكبرالشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر طرح سؤا ًلا هاماً فى سياق أحاديثه التليفزيونية حولمن هو المسلم؟ وقال فى ذلك إن من آفاتنا فى العصر الحالى أننا قد حصرنا الإسلاموالمسلمين فى الصلاة والزكاة والعمرة والعقيقة وما أشبه فى حين أن النبى عليه الصلاةوالسلام قد قال «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده» ولم يقل المسلم هو من يتهجد أومن يقوم الليل أو من يذهب إلى المساجد. وأكد شيخ الأزهر أن سلامة القلب واللسان هىسبيل النجاة. وحديث شيخ الأزهر واضح ودعوة إلى أن نتوقف عن إيذاء بعضنا البعض،وأن نعود إلى الدين، وإلى الإسلام الصحيح فى تجنب النميمة والخوض فى الأعــراض.. أن نبتعد عن التشهير ببعضنا البعض وأن نحاول ستر عورات بعضنا البعض.. والإســلامليس طقوساً.. الإســلام هو السلوك والدين هو المعاملة.. وعودوا إلى الأخلاق والفضيلةيرحمنا ويرحمكم الله.

>>>

وعندما نتحدث عن الأخلاق والفضيلة فإننى أتذكر حكاية قرأتها عن زمن اللصوصية وقدوردت الحكاية فى كتاب «بهجة النفوس والأخلاق فيما تميز به القوم من الآدابوالأخـلاق».. وتتحدث الحكاية عن حمور كبير اللصوص فى زمن السلطان قايتباى فىمصر والذى اقتحم هو وعصابته دار تاجر كبير اسمه المرجوشى بجوار جامع الغمري.. وحيث وجد التاجر كبير اللصوص على باب غرفة نومه وزوجته، فقال له اللص حمور.. استر أهل بيتك، نحن اللصوص.. فقام التاجر وستر زوجته وقال لحمور خذ ما تريد ولاتقتلنا..، فقال حمور لن نقتلك، لكن أتينا نريد الطعام ليومنا هذا. وتمضى القصة لتشرحرفض كبير اللصوص أن يأخذ إلا ما يحتاجه للطعام فقط.. وفى طريق الخروج للانسحابمن الدار لاحظ أحد اللصوص وجود علبة كانت تسمى حق ـ بضم الحاء وسكون القاففطمع فيها وأخذها وفتحها وتذوق ما فيها فوجدها ملح. فقال له اللص حمور بما أنك قدأكلت من بيت الرجل فلا يحق لنا أن نسرقه وأمر اللصوص بجمع المال الذى أخذوه منالتاجر ورده إليه كله، وأصر التاجر أن يمنحهم بعضاً منه عن طيب خاطر، فزاد إصرارحمور على رفض مجرد مناقشة الفكرة. وخرج اللصوص من بيت التاجر دون أخذ لقمةبسبب حبة ملح أكلها أحدهم لأن العرف وقتها أن من أكلت طعامه أو من ماله فلا حق لكعليه أن تؤذيه ولو كنت لصاً.. ومن شربت ماء من بيته أو ألقيت عليه السلام ورد عليك فلايحق لك أن تسرقه أو تؤذيه ولو كنت لصاً..!! ولا تعليق على الحكاية.. ولا على زمناللصوصية..!

>>>

وفى زمن لصوص القرن الحادى والعشرين فإن طبيب النوبتجية فى مستشفى أوسيمالمركزى وجد أن بالمستشفى جهازاً حديثاً للتنفس الصناعي، ودعاه الشيطان داخله أنيقوم بسرقته.. وليس مهماً حاجة المرضى إلى الجهاز وإنما ما سيدره عليه الجهاز منمكاسب مادية إذا ما قام ببيعه أو قام بتوظيف الجهاز لصالحه..! واللص الدكتور قام بالفعل بسرقة الجهاز وأخفاه بمنزله.. وتحريات الشرطةتوصلت إليه واستعادته.. واللص سيحصل على الجزاء والعقاب.. ولكن لماذا وكيف ماتضميره وغاب وعيه.. هذه هى القضية.. وهذا هو المؤلم والمخيف.

>>>

ولكن الدكتورة منال عز الدين الباحث فى معهد تكنولوجيا الأغذية تزف لنا البشري.. وتعيد إلينا السعادة عندما تقول إن تناول طبق الفول المدمس يحفز إفراز هرمون السعادةالسيترونين ويجعلنا سعداء..!! ويا دكتورة.. كلامك يظهر إنه صح.. احنا لسه بنضحكونهزر ونقول نكت.. السر فعًلا فى الفول..!

>>>

وأخيراً: >> الدبلوماسى هو الرجل الذى يتذكر عيد ميلاد زوجته وينسى عمرها.

>> والكل يبكى على الوطن ولا أحد يزرع فى رصيفه وردة.

>>>

وعندما نقترب من الله لن نحتاج للبحث عن السعادة مطولا، لأن السعادة هى من ستبحثعنا وسنشعر بجمال الحياة عندما نجعل لكل يوم صفحة جديدة ونترك الماضي بأعبائه ولانعود إليه وانعش قلبك بالدعوات وارفع يديك إلى مولاك تذلل إليه بث همومك وشكواكفالأبواب مفتوحة إلى الله

sayedelbably@hotmail.co.uk

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.