الإقتصاد المصرى .. يواجه الأزمات !!
بقلم …. فهمي عنبة
بينما يحاول الاقـتصاد العالمى الخروج مـن الانكماش والتخلص مـن الآثار السلبية على قـطاع الصـناعـة، وعلى حركة التجارة الدولية وأسواق السلع والمنتجات والطاقة ، التى تسببت فيها جائحة كورونا.. فوجئ العالم بضربة جديدة أشد وطأة نتيجة للحرب فى أوكرانيا وفرض عقوبات غير مسبوقة على روسيا.. مما أدى إلى جنون فـى الأسواق بعد الزيادات الكبيرة فى أسعار البترول والحبوب ونوالين الشحن !! .
لن تـنجو دولـة واحدة من «تسونامى الغلاء» الـــــذى فــاق التوقعات ، و ضرب مختلف السلع والمنتجات ابتداء من المـواد الغذائية و الحبوب ، مروراً بالغاز و البترول ، وصولاً إلى الأجهزة المعمرة والسيارات .. وبدأت نسب التضخم ترتفع فـى أوروبا و أمريكا.. وأصـبـح المـواطـنـون فـى كـل مكان يعانون مـن ارتفاع الأسعار ، خاصة بعد أن اقترب برميل البترول من 130 دولاراً .. مما جعل الرئيس الأمريكى بايدن يعترف بأن العقوبات التى قام بفرضها على روسيا سيكون لها تأثيرها على المواطن الأمريكى بسبب ارتفاع الأسعار .. فما بالنا بباقى دول العالم ؟! .
.. ولأن الأزمة عالمية .. فبالتأكيد سيكون لها تأثير على الاقـتصاد والمواطن المصري .. ولكن تجربة جائحة كـورونا أثـبـتـت أن الدولة قادرة على اجتياز الأزمة الجديدة .. كما استطاع الاقتصاد تخطى الآثار السلبية لكورونا بنجاح شهدت بــه المؤسـسات الدولية .. أما الشعب الذى اعتاد على تحدى المستحيل ، فيمكنه عبور هذه المحنة والخروج منها بسلام .
عندما فاجأت جائحة كورونا العالم .. دعونا نتخيل الأحـوال إذا لـم تكن الـدولـة قـد قامت قبلها بالبدء فـى تنفيذ برنامج الإصـلاح الاقتصادي .. بالطبع كانت الأمـور ستكون أكثر سوءاً .. وكانت الأزمة ستؤثر بشدة على المواطنين .. صحيح أن الشعب عاني ، ولكن على الأقل لم يشعر الناس بنقص فى السلع الغذائية .. ولم نـشـاهـد طوابير عـلى الخبز ولا أمام محطات البنزين مثل الكثير من دول العالم ومنها الأوروبية .. كما حقق الاقتصاد نسبة نمــو بلغت 3.3٪ فــى أشـــد أعــــوام الجـائـحـة 2021/2020 ثم ارتفعت النسبة فى العام التالى لتصل 5.3٪ .. وهـو إنجاز بالتأكيد ، يؤكد صلابة وقوة الاقتصاد الوطني.
الأهم من ذلك .. أن الدولة لم تنس المواطن البسيط .. وقدمت حـزمـة مـن برامج الحماية الاجتماعية ، تستهدف الطبقات الأكـثـر احتياجاً و أهمها برنامج «تكافل وكــرامــة».. إلـى جانب مشروع حياة كريمة لتنمية الريف وتغيير أحوال القرية المصرية ومشروع تنمية الأسرة .. وهو ما خفف من حدة أزمة كورونا على الشعب إلى حد ما.
.. وبالنسبة للأزمة الأوكـرانية فـإن أهم تأثيراتها على مصر سيكون فى البحث عن دول بديلة لاستيراد القمح منها..لأننا نـسـتـورد معظم احتياجاتنا مـن روسـيـا وأوكــرانــيــا، وقــد توقف التصدير تقريباً مـن البلدين .. كما أن أسـعـارالـبـتـرول التى لا تتوقف عـن الارتـفـاع ستزيد مـن أسـعـار كافة المنتجات ، إلى جانب الشحن الذى بدأت فاتورته فى تسجيل ارتفاعات كبيرة .. والسؤال المهم : كـيـف اسـتـعـدت الـدولـة لمـواجـهـة ذلــــك .. وماذا تفعل للسيطرة على الـغلاء ، وتـأمـين وصول السلع الغذائية للمواطنين بأسعار معقولة ؟! .
وفـــرت الحـكـومـة مـخـزونـاً مـن السلع الاستراتيجية مـابـين 5 و6 شهور.. وبالنسبة للقمح فمن حسن الحــظ أن المحصول المحلى يبدأ جنيه فــى شهر أبريل القادم ، ويـتـم توريد معظمه إلى صوامع الدولة خاصة وانه تم زراعة حوالى 400 ألف فدان إضافية بالقمح هذا العام ، مما يعنى أنه لن تكون هناك مشكلة فى توفير رغـيـف العيش .. ولأنـــه بعد أيام سيهل شهر الصيام ، فقد أعلنت وزارة التموين عن انطلاق معرض «أهلاً رمضان» فـى مختلف المحافظات وإقـامـة العديد مـن الـشـوادر فـى مدن بحرى والصعيد لبيع السلع والمنتجات واللحوم والمواد الغذائية بتخفيضات تساهم فـى السيطرة على الأسواق ، والحد من ارتفاع الأسعار.. وجعل كل السلع فى متناول الجميع. .. ولكـن إلى جـانـب توفير المـخـزون مـن السلع الاستراتيجية وإقـامـة منافذ للبيع .. فلابد مـن تشديد قبضة الـرقـابـة على الأسواق لمواجهة المحتكرين ، وبعض التجار الجشعين الذين يستغلون الظروف ويقومون بزيادة الأسعار بجنون بلا مبرر، لتحقيق مكاسب خيالية ولو على حساب الغلابة .
دائماً فى الأزمات تنحاز الدولة إلى الطبقات البسيطة والفئات الأكثر احتياجاً و تعمل على إطلاق برامج لحمايتهم ومـسـاعـدتـهـم عـلـى الصمود فى وجه العاصفة .. كـمـا أثبت الاقتصاد المصرى أنه قـادر على تخطى الصعاب بنجاح تشهد به كل المؤسسات الدولية وعلى رأسها البنك وصـنـدوق النقد الدوليين .. أما الشعب فكعادته يتحدى المستحيل فهو الذى عليه ان يدفع الثمن والتضحية والصبر .. ولذلك فهو قادر بعون الله على عبور أزمة الحرب فى أوكرانيا، كما هزم فيروس كورونا !! .
******
« كورونيات » ألفة السلامي
تحاول الكاتبة رصد بعض التغيرات التى طرأت على المجتمع المصري ، وعدة مجتمعات أخرى بعد الجائحة.. وتظل تبحث فى كتابها عن إجابة لسؤال يحير العالم: هل سيكون العالم الجديد بعد كورونا الأفضل فى سياساته وقيمه وأخلاقه ، كما يطمح الخيرون دائماً ؟! .
تقول ألفه : إن مواجهة الجائحة تجربة صعبة لم تخل من مفاجآت صـادمـة عندما يتصرف رؤســـاء دول كبيرة كزعماء عصابات ، مثلما قــام الرئيس الأمريكى السابق دونالد تـرامـب بسرقة معدات طبية وكمامات كانت فى طريقها لألمانيا وفرنسا.. كما طلب منع بيع أجهزة التنفس لكندا.
«كـورونـيـات» ألفة السلامى الــذى يقع فـى 238 صفحة كتاب يستحق القراءة ، وهى تبدؤه بالخوف أو الرهاب الذى ساد العالم من كورونا ، و أطلقت عليه « كـورونـفـوبـيـا » و اعتبرته فصلاً جـديـداً فـى علم نفس الأوبـئـة ، خاصة أن وسائل التواصل الاجتماعى ساهمت فــى انتشار الخو ف بسرعة حتى أصاب النفوس و تجسد وحشاً كاسراً .
ترصد ألفه السلامى ماذا فعلت الجائحة بالعالم ؟! .. فباريــس تـفـقـد عشاقها ورومانسيتها.. وديزنى لاند قافرة ، هجرها السحر والساحر.. ولـم تعد نيويورك تجرى على قدم وساق .. و جــدار الصين لم يعد حصناً ، بل أصـبـح طــائــراً مـنـبـوذاً يخترق حـــدود العالم ، وينقل عـدوى تفوق فى سرعة انتشارها سرعة الضوء ، وتلقن الإنسان درساً باهظ التكلفة.
لن تعود الحياة إلـى سابق عهدها.. ومازال الأمل يحدونا ألا تترك الشعوب والجماعات العدو «أى عـدو» ُيشمر عن ساعده ليضرب ضرباته ، ويهدد مصالحها الجماعية.
تختتم بأمنية أن تطوى صفحات مؤلمة لمن صرعهم كوفيد دون الاضطرار لفتح صفحات جديدة تعمق الأحزان .
على ظهـر الـغلاف الخارجى كلمات للكاتب التونسى عبداللطيف الحداد يقول فيها : «أما ألفة فهى تُخيط بالكلمات أبهى الأضواء والألوان ، احتفاءً بالحياة ، وحباً للإنسان » .. فعلاً هذه هى ألفه السلامى .