21 سبتمبر، 2024 - 8:36 م

الإعلانات القاتلة !!

                             بقلم …. فهمي عنبة

للأسف هناك فوضى فى سوق الإعلان التليفزيونى خاصة عن المنتجات والسلع التى لها علاقة بصحة المواطنين .. حيث يتم الترويج لأدوية ومستحضرات ما أنزل الله بها من سلطان ولم تحصل على تراخيص من الجهات المعنية ولم يتم الاعتراف بفاعليتها ولا بمدى خطورة أعراضها الجانبية السلبية .. ويصل الأمـر فى بعض الأحيان إلى أنها تتسبب فى وفاة من يستخدمها !! .

بعد شهور طويلة من تداول منتجاته وتناول المرضى لعقاقيره ودهاناته غير المرخصة .. فوجئنا بالإعلان عن القبض على صيدلى أطلق عليه الناس ” طبيب ” وذلك للتحقيق معه بتهمة الترويج وحيازة مـواد عشبية وأدويـة مجهولة المصدر بغرض تحقيق أرباح غير مشروعة !! .

.. والسؤال المهم ” كم من المواطنين سقطوا ضحية باستخدامهمُ لهذه المنتجات ” ؟! .. والسؤال الأهـم : ” لمـاذا تم ترك هذا الرجل يُغرق الفضائيات بإعلاناته حتى تحول إلى نجم مشهور وأصبح طبيباً وخبيراً فى علاج الأمراض المستعصية ” ؟! .

نعلم جميعاً مدى تأثير الإعـلام على الناس خاصة فى ظل وجود نسبة أمية مرتفعة بالريف فى بحرى والصعيد .. ولأن المريض الذى يعانى من الآلام ” يتمسك بقشة .. ويسأل المجرب ولا يسأل الطبيب ” فإنه يسارع بالحصول على هذا الدواء الذى يشاهده على القناة الفضائية والتى يثق أنها صادقة وأنها تأكدت من جدية صاحب الإعلان وحصوله على كل ما يلزم من تراخيص للترويج لبضاعته !! .

كانت الإعلانات عن منتجاته تتفاخر بأنها تستحوذ على أكثر من ٤ ملايين مشاهدة .. وأن منتجاتها ” لا أقـول أدويتها ” هى أسرع مسكنات للآلام .. ثم تعرض مداخلات لمرضى تم شفاؤهم بعد تناولها ، ويمدحون فى هذا الطبيب ويدعون له .. وبالطبع نحن لا يمكن لنا أن نتأكد من صحة ذلك ولا بمدى فاعلية تلك الوصفات التى يقدمها.. لأنه من المفترض أن هناك جهات متخصصة هى التى تحدد صلاحية أى دواء أو عقار أو مستحضر طبى وتضمن عدم وجود أى خطورة على تناوله .. ومن المفترض أيـضـاً.. ألا تسمح أى قناة فضائية بـالإعـلان إلا بعد إظهار ترخيص هذه الجهات .. وكذلك بالنسبة للمواقع الإلكترونية .. تماماً كما يحدث فى الصحافة الورقية حتى لا يتم خداع المواطنين أو التسبب فى تعرض صحتهم للخطر !! .

فوضى الإعـلانـات التليفزيونية تحتاج إلـى تنظيم لأنها لا تتوقف عند إعلانات هـذا الصيدلي .. وإنما هناك العشرات أمثاله الذين يروجون لأعشاب وتركيبات تستخدم لعلاج السكر والقلب والضغط والسرطان .. وهناك العشرات من الإعلانات عن مستحضرات لغذاء الأطفال أو لتنعيم وتبييض البشرة .. وهى ليست أقل خطورة حيث ثبت أن بعضها يضر الأطفال أو يؤدى إلى تشويه السيدات اللواتى وقعن فريسة لها .. وهناك مستحضرات أيضاً للشعر.. أما التى تلعب على أوتار إعادة الشباب وعـلاج الضعف الجنسى فحدث ولا حرج .. ولم يعد هناك أى مراعاة للذوق العام ولو من باب الخجل والحياء !! .

ليت الأمر توقف عند هذا الحد .. ولكن هناك إعلانات تتدخل فى الغيبيات وفك السحر وربـط العمل وزرع الحب فى قلب الزوجة أو القضاء على العنوسة .. ورؤية الفنجان وقراءة الطالع من مشايخ لهم باع طويل فى فتح المندل وحبس الشياطين من دول عربية وأفريقية وآسيوية .. والعجيب أنهم يتدخلون لإغاثة الملهوف ولا ندرى كيف ؟! .

يا ترى من هذا العاقل الذى يصدق أن آلامه فى الركب والمفاصل يمكن أن تختفى خلال ١٠ دقائق من استخدامه لدهان أو عقار .. ومن التى يمكن أن تتصور نفسها تتحول إلى هيفاء وهبى أو كيم كارديشيان بمجرد أن تذهب لخبير التجميل الـذى أحياناً لا يكون طبيباً.. وهل يمكن أن يفقد الإنسان ٤٥ كيلو من وزنه فى أسبوع على يد خبيرة فى التخسيس او بمجرد تناولة لأدوية تم تركيبها واستخلاصها من الأعشاب .. على الأقل دون أن يتسبب ذلـك فى مضاعفات خطيرة على أجهزة الجسم .. وقـد يؤدى الاستمرار فى تناولها دون استشارة الطبيب إلى الوفاة التى تعتبر فى هذه الحالة قتلاً مع سبق الإصرار والترصد .. فهل نبدأ فوراً فى تنظيم سوق الإعلانات أم اننا نتحرك دائماً عندما يسقط ضحايا وبعد فوات الأوان ؟! .

لابد من وضع معايير ومواصـفات للإعلان عن الأدوية والمستحضرات الطبية وكل ما يتعلق بصحة الإنسان خاصة على الفضائيات والمواقع الإلكترونية لكثافة وضخامة أعداد المشاهدين والمستخدمين ” للسوشيال ميديا “.. و يجب التأكد من حصول هذه المنتجات والتركيبات على التراخيص اللازمة من الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة الصحة على أيدى خبراء وعلماء متخصصين .. والأهم وجود قانون يحظر الإعلان قبل استيفاء الشروط التى تضمن سلامة أى منتج وعـدم خطورته على الصحة .. فقد كـان الدكتور جمال العطيفى “رحمه الله” وزير الإعلام منذ أكثر من ٤٥ عاماً يعطينا فى مادة التشريعات الصحفية بكلية الإعلام بالقاهرة .. إن القانون يُجرم من يقوم بالإعلان عن أشياء تضر بالمجتمع أو بصحة الناس .. وأنه على الصحف والتليفزيون والإذاعة التأكد من جدية المعلن وسلامة المنتج قبل نشر أو إذاعة الإعلان حتى لا تنخدع الجماهير.. فأين ذهب هذا القانون أم أنه ُمعطل حتى تربح الفضائيات والمواقع الإلكترونية ولو على حساب صحة وحياة المواطنين ؟! .

لا يمكن أن تكون مصر إحدى الدول الأفريقية الست التى تم اختيارها لتوطين وإنتاج اللقاحات وهى أعلى تكنولوجيا فى صناعة الدواء مع تصنيع البلازما وأدوية الأورام ويعترف العالم بقدرتها على خوض هذا المجال ثم تُباع منتجات على الأرصفة ويعلن عنها على الفضائيات أقل ما يقال عنها إنها غير آمنة وتخدع الناس !! .

*******
الإسلام له رب يحميه !!

صدقوني .. الإسلام ُمبتلى من أهله أكثر من ُأعدائه .. ويقومون بهدم ثوابته بما لا يحلم أن ينافسهم فيه العُتاة من الكارهين لدين الله !! .

حسبنا الله ونعم الوكيل فى كل من يتحدث بغير علم ويفتى عن جهل .. وُيخرج من كتب التراث كل غريب و شاذ و غير متفق عليه ويريد أن يصوره على أنـه الحقيقة الوحيدة الثابتة المؤكدة !! .

الخوف على الأجيال القادمة ممن يدعون الإسلام .. ويتحدثون على أنهم مفكرون مجددون .. وللأسف قد يصدقهم الشباب ومن تبهرهم الحياة الغربية بحريتها المطلقة التى بلا حدود ولا ضوابط ولا أخلاق .. أما الدين الإسلامى فلا خوف عليه فإذا كنا غير قادرين على حمايته من الدخلاء فإن له رباً يحميه !! .

ليتنا نتعلم أن الاجتهاد شـيء .. والفتوى بغير علم شيء آخر تماماً !!.

******
العرب فى ثلوج بكين !!

تحت شعار ” عالم واحد .. عائلة واحدة ” اختتمت فى حفل ُمبهر منذ أيـام بالعاصمة الصينية بكين ألعاب الأوليمبياد الشتوية لتكون أول مدينة فى العالم تجمع بين احتضان الأوليمبياد الصيفى عام ٢٠٠٨.. إلى جانب الشتوى الذى جاء هذا
العام متزامناً مع كورونا !! .

كانت مشاركة العرب هزيلة فى الألعاب الشتوية عكس الصيفية فبينما شارك فى أوليمبياد طوكيو الذى اختتم فى ٨ أغسطس الماضى ٤٦٠ رياضياً ورياضية من الـدول العربية وحققوا ١٨ ميدالية منها ٥ ذهبيات و٥ فضيات و٨ برونزيات .. فإن ٥ لاعبين فقط مثلوا العرب فى أوليمبياد بكين الشتوى التى شهد حفل افتتاحها الرئيس عبدالفتاح السيسى أوائل الشهر واختتمت الأحد الماضي ولم يحقق العرب فيها ميدالية واحدة !! .

كان ثلاثة من اللاعبين العرب فى بكين يمثلون لبنان بينهم البطلة ” مانو عويس”.. ومن المغرب لاعب والخامس من السعودية وجميعهم فى التزلج على الجليد .. صحيح أنهم خرجوا من الأدوار التمهيدية ولكن تحسب لهم المشاركة فى هذا المحفل الدولى !!.

قد يكون من المتوقع أن تشارك لبنان فى هذه المنافسات حيث ُيغطى جبالها الثلوج فى الشتاء.. وكذلك المغرب القريبة من أوروبــا .. ولكن كل التحية لبطل السعودية فائق عابدى الذى احتل المرتبة ٤٤ فى مسابقة التزلج المتعرج العملاق للرجال .. ومعروف أن المملكة من الدول الصحراوية .

كانت البعثة المصرية فى طوكيو هى الأكبر عربياً بـ ١٣٤ رياضياً ورياضية ولكنها لم تكن موجودة فى ثلوج بكين .. ولعل بعد التغيرات الجوية التى تشهدها البلاد والبرد الشديد ونزول الثلوج فى عدة محافظات .. نرى انتعاشاً لهذه الرياضيات فى السنوات القادمة حيث لم تشارك بها مصر سوى مرة واحدة عن طريق شاب اسمه “جميل الريدي” كان لا يتجاوز ١٨ عاماً عندما مثل مصر فى أوليمبياد سراييفو عام ١٩٨٤ التى كانت وقتها تابعة ليوغوسلافيا قبل أن تصبح عاصمة للبوسنة و الهرسك .. وقد حقق وقتها المركز ٤٦ فى سباق التزلج من ١١٠ متسابقين وكان ” الريدي ” يعيش مع والده المصرى ووالدته الأمريكية فى الـولايـات المتحدة ومـن يومها ومـن قبلها لم تشارك مصر فى ” الشتويات ” عكس الأوليمبياد الصيفى التى تشارك فيه منذ عام ١٩٢٨.. فهل تشهد السنوات القادمة أبطال مصر على الجليد ؟! .

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.