21 سبتمبر، 2024 - 11:38 م

«اللى بيصور تافه».. وافتحو«الشبابيك».. والأحرار والأوطان..

                       بقلم : السيد البابلى

تعالوا نستفد من أخبار قد لا تبدو مهمة ولكنها ذات معنى وقد تكون
دروساً فى كيفية التعامل مع الأزمات. والحكاية تبدأ من مراسم دفن الممثلة الراحلة مها أبوعوف، وحيث وقفت الممثلة إلهام شاهين تشارك فى صلاة الجنازة وقد انزاح عن رأسها غطاء الرأس دون أن تنتبه قبل أن تقوم بعد ذلك بإعادته إلى وضعه الطبيعي. وما حدث مع إلهام كان عادياً ويتكرر مع أى سيدة لم تعتد ارتداء الحجاب، ولكن ما حـدث بعد ذلـك كـان هو الأهــم حيث قـام أحـد «الجبناء» من المتطفلين على مناسبات المشاهير ببث شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى للاستهزاء والتشهير بإلهام شاهين مدعياً أنها تصلى دون حجاب.. وهو ما أثـار موجه هائلة من السخرية على السوشيال ميديا والعديد من التعليقات المسيئة لها. وعلى عكس معلمة المنصورة التى لم تتمكن من الرد والدفاع عن نفسها فى أعقاب شريط الفيديو الذى ظهرت فيه وهى ترقص فى رحلة نيلية مع زملائها فإن إلهام شاهين بثبات انفعالى تحسد عليه ومستمد من تجارب وخبرات السنين ردت بالقول إن صاحب شريط الفيديو الذى قام بالتصوير هو «شخص تافه».. وما حدث كان أمراً عادياً فقد انزاح الحجاب وأعدته إلى وضعه..!! وما قالته إلهام شاهين هو الرد الأمثل فى هذه المناسبات، فمن يقومون بتصيد الأخطاء والهفوات وتصويرها وبثها عبر مواقع التواصل الاجتماعى هم من المرضى التافهين الذين لا قيمة ولا مكانة ولا احترام لهم لأنهم لا يبحثون إلا عن الفضائح بعيداً عن ستر العورات وأعراض الناس. ووكيلة مدرسة اسمها هويدا فريد كانت الأكثر شجاعة فى التصدى لكل التافهين والمخترقين للخصوصيات وعبرت عن رضـا منها على معلمة المنصورة التى قضوا عليها واغتالوها أدبياً ومعنوياً وحياتياً فقد نشرت السيدة هويدا صوراً لها وهى ترقص بالعصا فى فرح ابنتها وكتبت تقول «أنا وكيل مدرسة، ولما لقيتهم حولوا المدرسة اللى طلعت رحلة ورقصت للتحقيق قلت أقول لكم يمكن حد يحب يبلغ عنى ولا حاجة، والدور الرقابى للوزارة على المعلم أو الموظف ينتهى عند البوابة الخارجية للمؤسسة». والوكيلة الشجاعة تصدت للمزايدات والانفلات ونشطاء السوشيال ميديا من معدومى الضمير، فالحريات الشخصية لا ينبغى انتهاكها أو التشهير بها.. وبث الصور على السوشيال ميديا يجب أن يخضع للضوابط الأخلاقية والقانونية وإلا أصبح كل منا جاسوساً على الآخر للتشهير به والقضاء عليه.. وأنقذوا معلمة المنصورة.. قدموا لها الدعم وأعيدوا لها زوجها وأولادها.. فحتى لو كانت قد أخطأت فإنها الآن تحتاج كل أنواع المساعدة.. وقبل فوات الأوان.
>>>
وماذا لو كانت «بسنت» فتاة الغربية التى أقدمت على التخلص من حياتها وبعد التشهير بها ومحاولة ابتزازها قد وجدت من تلجأ إليه وتستعين به لإرشادها وحمايتها قبل أن تجد نفسها وحدها فى مواجهة الأشرار..! إننا ندعو أن يكون هناك اهتمام خاص داخل أقسام الشرطة بالحالات المشابهة لبسنت وأن يكون هناك نوع من السرية على التحقيقات لحماية الضحايا بعيداً عن الشوشرة وفى أضيق نطاق وأن تكون هناك أرقام خاصة للشرطة يمكن الاتصال عليها لطلب المساعدة ونتساءل فى ذلك أيضاً عن دور المجلس الأعلى للمرأة فى التوعية وتقديم الدعم والمعونة والاستشارة القانونية، وهل لهم دور فى ذلك.

>>>
وأبناء شعبان عبدالرحيم دخلوا فى خلافات بعد مرور عامين على وفاته حول الميراث وأحدهم رفع «الشومة» على الآخــر..! وإييه.. هو ده حال
الدنيا.. حاجة تحزن..!
>>>
ونعود إلى التاريخ نتعلم منه العظات والعبر.. ونعود للتاريخ لنذكر بمعنى الوطن والوطنية.. ونعود إلى التاريخ لنستوعب أن للأوطان حرمتها.. ولا يبيعها إلا الأندال.. وأروى فى ذلك قصة قرأتها مؤخراً عن أحد كبار مساعدى هتلر الذى انشق عن الزعيم الألمانى خلال الحرب العالمية الثانية وقرر أن يلجأ إلى بريطانيا التى رحبت به ترحيباً كبيراً وأنزلته فى أفخم المنازل وأعلنت عن ذلك فى وسائل الاتصال واعتبرت أن انشقاقه عن هتلر
انتصار كبير. وفى الأسبوع الأول من استقباله فإن ضباط المخابرات البريطانية توجهوا إليه وطلبوا منه تحديد عدد من الأهــداف المهمة فى ألمانيا إلى جانب العديد من المعلومات عن القيادة الألمانية وخططها، فرفض وقال قولته المشهورة.. انفصلت عن هتلر وليس عن ألمانيا. ولأن الرجل «المحترم» لم يتجاوب معهم لخيانة بلاده، فقد تم إعدامه وهو يقول «للأوطان حرمتها.. لا يبيعها إلا الأنذال». ومقولة هذا القائد الألمانى التى ظلت خالدة هى درس لكل الخونة فى أى مكان وزمـان الذين يسيل لعابهم لخيانة أوطانهم مقابل «حفنة من الدولارات» والفراش الوفير..!!

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.