من أين يأتى هذا البلد بكل هذا الخير..!!
الكاتب الصحفي السيد البابلى
بقلم : السيد البابلى
وأتحدث عن المعجزة فى بلدي.. المعجزة فى مصر فى عصر الأزمات.. أتحدث عن الخيرالذى مازال موجوداً مثل سريان المياه فى نهر النيل.. أتحدث عن الشعب الذى يعيشالحياة متغلباً على كل المتاعب والغلاء والتضخم.. أكتب عن الناس التى تجد الوصفةالسحرية للتحدى والبقاء.. وأفخر بشعب مصر العظيم الكريم الذى يتعاضد ويتكاتف فىأوقات المحن التى تتحول إلى أوقات لا تنسى فى كيفية العبور والنجاة. وحين أكتب عنبلدى مصر الذى اختار الأمن والاستقرار.. وعندما أشيد بالشعب العظيم الذى لا يلتفتلأصوات ودعـوات التحريض والفتن فإننى أتحدث عن مخزون الوعى فى أعماق البسطاء والعمال والفلاحين والمثقفين الذين تلاحموا فى بوتقة واحدة من الولاء والحب والإخلاص للحفاظ على الأرض والوطن.
والحمد لله.. الحمد لله.. الحمد لله.. هناك أزمة اقتصادية عالمية دفعت الآلاف من المواطنين فىأوروبا وفى أمريكا إلى الوقوف فى طوابير أمام بنوك الطعام للحصول على ما يكفى من أجل وجبة غذائية واحدة فى اليوم، بينما هنا فى مصر.. مصر المعجزة والأسطورة فإن قطار الحياة يمضى عادياً رغم ارتفاع الأسعار ورغم الغلاء فى شكل من أشكال المعجزة و»البركة» على الأرض الطيبة مصر. ومن أين يأتى كل هذا الخير؟ كيف أمكننا الصمودأمام الأزمة الاقتصادية العالمية وعواقبها؟
لا أجـد.. ولن أجد إجابات كثيرة تتفق مع المنطق ومع التحليلات الاقتصادية.. ولكننى سأجد إجابة واحدة هى الأكثر إقناعاً وهى الأكثر قبولا.. إنها رحمة الله بنا فى هذه الأوقات الصعبة.. وبالجهود التى تبذلها الدولة فى توفير كل الاحتياجات التموينية والخدمات الضرورية بأى طريقة ممكنة وبأى شكل كان.
وهذا الشعب العظيم الذى تجاوز محنة الكورونا.. والذى وقف وقفة رجل واحد لمواجهة الفوضى غير الخلاقة فى أعقاب أحـداث يناير 2011 التى أوجـدت فراغاً أمنياً هائًلا.. هذا الشعب الذى فرض إرادة التغيير فى عام 2012 وأعاد تصحيح المسار هو الشعب الذى يقف اليوم حارساً على إنجازاته ومنجزاته، داعماً لقيادته الوطنية فى معركة إعـادةالبناء.. هذا الشعب العظيم قادر على التحمل والصمود.. والخير دائماً وبإذن الله موجود.
>>>
وفى الثوب الأبيض هناك بقع سوداء علينا أن نحاول التخلص منها وإزالتها.. وبينها بقعة تتعلق بسلوكياتنا المرورية.. وطريقة قيادة السيارات.. فهناك رعونة وهناك إهمال وهناك فوضى ما بعدها فوضي.. وأول أمس وعلى طريق جمصة ـ المنصورة فإن أسرة كاملة من عشرة أفراد لقوا مصرعهم فى حادث اصطدام السيارة الميكروباص التى كانوا يستقلونها مع سيارة نقل بسببالسرعة والتجاوز الخاطئ. والحادث الأليم يتكرر وسيتكرر لأن القيادة على الطرقالسريعة الصحراوية والزراعية تخلو تماماً من الأمـان.. فلا التزام بالحارات المرورية ولادراية بقواعد وأساسيات القيادة والمـرور.. وإنما صراع على البر من أجل اقتناص الفرصة للمرور ولو على حساب سلامة وحياة الآخرين.
ولا حـل.. لا حل إلا بأن نستيقظ.. أن نـدرك حجم المشكلة التى هى من صنع أيدينا.. أن نقف وقفة رجل واحد ضد كل أنواع التجاوزات.. أن نكون الطرف الفعال فى إعادة الانضباطللشارع.. وأن تكون الرقابة المرورية فعالة وقائمة.. فليس مقبولا أن يكون طفل هو من يقودالجرار الزراعى ويعبر به الطريق السريع.. وليس معقولا أن يدخل «التوك توك» فىسباق مع السيارات الأخرى ويقطع عليها الطريق..!! فيه أشياء غريبة أصبحت وهذه هىالمصيبة معتادة ولم نعد نراها..!
>>>
واللواء إبراهيم أحمد أبوليمون محافظ المنوفية قرر أن يقوم بجولة تفقدية مفاجئة.. وتوجه إلى مستشفى قويسنا المركزي.. وفين الأمن الإداري.. فين العاملين بالمستشفي.. واكتشف أنه لا يوجد دفاتر أو سجلات للحضور وأن هناك ٢١١ موظفاً لم يحضرواللعمل..!!
والمحافظ قرر إحالتهم للتحقيق وهو إجراء معتاد وروتينى فى مثل هذهالظروف.. والعقاب الإدارى وحده لا يكفي.. فخصم يوم أو يومين من المرتب ليس الحل.. والحل فى الثواب والعقاب.. الحل فى أن يكون هناك قدرة وسلطة ولوائح تجيز الفصل لمنيتقاعس فى أداء الواجب.. فبدون لائحة جزاءات رادعة سيظل الإهمال قائماً.. وسيظلالغياب
مستمراً.. والناس تحصل على مرتباتها وهى تنام فى بيوتها..!
>>>
واتصل بى أحدهم من مندوبى المبيعات والتسويق وما أكثرهم هذه الأيام.. ويا أستاذ.. عندى فرصة هائلة لا تتردد فى قبولها.. لدينا مشروع جديد بالتجمع الخامس على بعد ٥دقائق من الجامعة الأمريكية.. مشروع استثمارى بتسهيلات وأسعار معقولة..!
وإيه هىالأسعار المعقولة يا سيدي.. وإيه هو المشروع..! وحدات تجارية وإدارية وعيادات وبأسعارتبدأ من مائة وثلاثين ألفاً للمتر الواحد التجاري.. يعنى المحل المائة متر بثلاثة عشر مليون جنيه فقط.. ده استثمار واستثمار مضمون وفرصة..! ولم أكمل الحوار بالطبع.. خلينى يا سيدى للمشروع القادم.. فى الجنة إن شاء الله.
Sayedelbably@hotmail.co.uk
