21 سبتمبر، 2024 - 8:28 م

«جنازات مؤجلة».. وهوجة الكورونا.. والفرصة الأخيرة

                               بقلم : السيد البابلى

ما الذى حدث على مدار الأسبوع الماضي؟ وأين ذهبت واختفت ضمائر وعقول بعضالناس فى ظاهرة غريبة على مجتمعنا تتعلق بالشماتة فى الموت أو تمنى الموت لآخـريـن،وكيف دمــرت السوشيال ميديا الكثير من الثوًابت الأخلاقية والدينية حيث تحولتوأصبحت منبرا وساحة لإخراج أسوأ ما فينا. ان الإعلامى الراحل وائل الإبراشى دخل فىمعاناة لمدة عام مع فيروس الـ «كورونا» إلى أن انتقل إلى رحمة الله حيث لا ينبغى ولايجوز إلا الاستغفار للمتوفى والدعاء له والترحم عليه وهو ما فعله أصدقاء الراحل وكل أهلالخير والرحمة إلا قلة من البشر عميت قلوبهم عن ذكر الله فأظهروا قدرا هائلا من الشماتةفى الفقيد، وهى شماتة ناجمة عن خلافات معه لمواقف دنيوية تتعلق بأفكار أو خلافاتسياسية فى الفترة التى كان فيها الإبراشى واحـدا من كتيبة الإعـلام التى تصدت لمرحلةالفوضى واختلاط المفاهيم. ولأن ما حـدث من شعور بالشماتة كـان خارجا على تعاليمالدين وعـن أخـلاق مجتمعنا فـإن دار الإفتاء المصرية دخلت على الخط لتشرح وتعلموتعيد الوعى وتقول للناس فى درس بليغ ما الذى يتوجب قوله فى هذه المناسبات وماالذى يجب علينا أن نفعله قائلة إن الموت ليس مناسبة للشماتة ولا لتصفية الحسابات، بلهو مناسبة للعظة والإيثار، مطالبة ألا يعين البعض نفسه خازنا على الجنة أو النار. وقالت الــدار موجهة رسالتها للناس «إذا لم تسعفك مكارم الأخلاق على بذل الدعاء للميتوالاستغفار له فلتصمت ولتعتبر لتتفكر فى ذنوبك وما اقترفته يداك وجناه لسانك. وأضافت الدار فى قول بليغ.. إنما نحن جنازات مؤجلة، فميت الغد يشيع ميت اليوم، ورحمالله من قضى نحبه وأسبل ستره، وعافيته على من بقي.

> >>

ويا الله.. يا الله.. لقد زلزلتنا دار الإفتاء بهذه العبارة الشاملة الجامعة: «إنما نحن جنازاتمؤجلة»، فهى دعوة لأن نراجع مواقفنا فى الحياة، فًلا أحد يعلم متى وأين ستكون ساعةالنهاية، وهل حقا كنا مع الله فى هذه الرحلة القصيرة من الحياة! اننا سنعيش مرة واحدةعلى هذه الأرض، فإذا أخطأت اعتذر، وإذا فرحت فعبر عن فرحك، لا تكن معقدا والأهم لاتكره ولا تحقد ولا تحسد.. وكن مع الله يكن الله معك، فنحن نقوى بالله ونتعافى بالله ونطمئنبالله، نحن لا قوة لنا إلا بالله.

> >>

ما هـذا الـذى نسمعه ونــراه عن «هوجة كـورونـا» التى تحصد الأرواح وتدمر الأجساد.. انالأخبار تتوالى عن ارتفاع فى معدلات الإصابة بمتحورات الكورونا بشكل يعكس انتشارايختلف عن أعوام الكورونا السابقة وهو ما دفع إحدى الفنانات من المصابين بمتحور«أوميكرون» إلى القول فى برنامج تليفزيونى بأن ٥٧٪ من الناس عندهم «أوميكرون» ويعتقدون أنه برد!! وهو بالطبع قول فيه كل المبالغة، ولكنه يعكس شعو ًرا بأن الفيروسدخل بنا ومعنا مرحلة دق ناقوس الخطر..! ً وقد يكون ما لدينا هو «أوميكرون» وقد يكوننوعا من أمراض البرد.. وقد يكون ما يكون ولكن كل هذا يعنى أن هناك خطرا يتزايد، وأنعلينا الحذر والحذر بشدة والعودة إلى ارتــداء الكمامات والتوقف عن الأحضان والقبلات،فريما قد عـادت لعادتها القديمة، ومؤخرا فى إحدى مناسبات العزاء «العصرية» فإنالرجال كانوا يقومون باحتضان أصدقائهم بـدون كمامات، والنساء يرتمين فى أحضانبعضهن البعض وبــدون كمامات أيضا.. ولا تباعد ولا تدابير احترازية.. ولم يكن اًلعزاءعزاء، كان حفلة لانتشار الفيروس أو البرد وإعلانا عن غياب الوعى والعقل.. وربنا يستر.

> >>

وياه.. ياه عندما يجب أن نتعلم وأن نستفيد من أى خبر أو قصة من هنا أو هناك تذكرنابالمعانى الإنسانية ومعنى التواضع والأهم من ذلك كله ألا ينسى الإنسان«أصله» وكيفأكرمه الله وأغناه. فعارضة الأزيــاء جورجينا صديقة لاعب كرة القدم رونالدو والتى تبذلالآن جهودا كبيرة لمساعدة الأطفال من الفقراء قالت «إنها قبل أن تقابل رونـالـدو كانتتعيش فى معاناة بالغة فى غرفة صغيرة متواضعة ولم يكن لديها المقدرة على دفع ثمنمكيف للهواء أو شراء سخان مياه فى غرفتها.. كنت أتجمد فى الشتاء وأعانى كثيرا منحرارة الصيف.. وكل شيء تغير بعد مقابلة رونالدو»..!! وتضيف جورًجينا «من المهم جداألا أنسى جـذوري.. وأن أتذكر دائما اًلأطفال من المحرومين»..!! وما أعظم ما قالت.. فالمهمجدا ألا ننسى جذورنا وأن نعيش معاناة الآخرين لأنها الطريق لدوام النعمة.

> >>

ولم يصب الشعب المصرى كله اللعنات على أى مدير فنى لمنتخب مصر كما فعل مع المدربالحالى كيروش!! فقد انتشرت الأغـانـى والفيديوهات الـتـى تسأله الرحيل.. ولم يكن هناكمن يدافع عن هذا المدير الفنى محدود الإمكانيات الـذى جاء ليدمر المنتخب والذى أضاعهيبتنا وسمعتنا الكروية بالأداء الهزيل أمام نيجيريا. ولـم يعد هناك من فرصة لهذا الكيروش إلا مباراة اليوم مع غينيا بيساو.. فإما الفوز والأداء مًعا.. وإنما الرحيل من الكاميرون وسداد الشرط الجزائى من الذينتعاقدوا معه.. فالرجل لم يكن ناجحا إلا فى تأمين عقده والحصول على أموالنا فائزا أومهزوما.. وآسفين يا حسام.. يا بدري..!

> >>

وأخيًرا: لا ُيعاب المرء بفقره فليس له فى ذلك حول ولا قوة، وإنما يعاب على قبح لسانه ورداءة أخلاقه.

> >>

ولا تحاول إسعادي،كن شي ًئا لا يؤذينى فقط

> >>

وهناك سبعة أشياء تدمر الإنسان السياسة بلا مبادئ، المتعة بلا ضمير، الثروة بلا عمل،المعرفة بلا قيم، التجارة بلا أخلاق، العلم بلا إنسانية، العبادة بلا تضحية.

> >>

ويا رب.. ابعد عنا متاعب الدنيا، ولا تذقنا طعم الحزن ولا دموع الضيق اللهم ارح قلوبناواصلح أحوالنا وارزقنا النعيم المقيم الذى لا يفنى ولا يزول وافتح لنا أبواب رزقك وفضلك ورحمتك

 أمين أمين

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.