21 سبتمبر، 2024 - 5:57 م

كلنا جنود “الجيش الأخضر”

1 min read

                              بقلم …. فهمي عنبة

المناخ والبيئة .. وشباب العالم !!

لأن قادة الدول الصناعية الكبرى لم يتمكنوا من الاتفاق على استراتيجية موحدة لانقاذ كوكب الأرض فى المؤتمر الإطارى الدولى «كوب 26» الذى انعقد مؤخرا بمدينة جلاسكو البريطانية .. فإن الأمل فى الشباب باعتبارهم الذين سيعانون فى المستقبل من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية التى تهدد معظم الدول وجميع القارات دون استثناء !!

كان منبر منتدى الشباب فى شرم الشيخ فرصة لنقل الصرخة التحذيرية التى أطلقها شباب العالم لتنبيه «الكبار» بخطورة الانبعاثات الكربونية وارتفاع درجـات الحرارة بشكل غير مسبوق مما أدى لحدوث حرائق الغابات التى تعتبر رئة العالم .. اضافة إلى وقـوع زلازل وبراكين وانهيار لجبال ثلجية فى القطبين وتزايد هطول الأمطار بصورة بلغت حد السيول نتج عنهافيضانات و موجات تسونامى أطاحت بالعديد من المدن و خلفت الآلاف من الضحايا والمشردين .

شهدت فعاليات منتدى شباب العالم الذى استضافته مدينة السلام زخما كبيرا وتعددت الأنشطة والجلسات التى ناقشت هموم هذه الفئة العمرية التى ستقود العالم خلال السنوات المقبلة حيث تناولوا بالحوار حقوق الانسان وأزمة العالم بعد جائحة فيروس كورونا ووضعوا رؤيتهم لأهم المشاكل التى تواجه الانسان فى الاقتصاد والحياة الاجتماعية والسياسية والصحة والتعليم والزيادة السكانية وغيرها من القضايا المحورية التى تتسبب فى أزمات خاصة للدول النامية .. ولكن تعتبر الجلسة التى تناولت التغيرات المناخية تحت عنوان « الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ » هى الأهم على الاطلاق لانها تتعلق ببقاء أو فناء البشرية !!

اتضح ان أعضاء جميع الوفود يستوعبون أزمة البيئة والمناخ بشكل ربما أعمق من الخبراء فى هذا المجال .. والغريب ان شباب الدول الصناعية ينتقدون سياسات دولهم وتخاذل حكوماتهم فى سرعة الاستجابة لوقف الانبعاثات الكربونية واستخدام الوقود الأحفوري .. بينما لا يرضى شباب الدول النامية عن ممارسات شعوبهم الخاطئة التى تـؤدى إلى تلويث وتدمير البيئة .. والأهم إن لهم من الرؤية والأفكار والحلول التى تؤدى إذا تم اتباعها للحفاظ على البيئة.. والسيطرة على ارتفاع درجات الحرارة و الوصول بالعالم إلى بر الأمان !!

تعرف شباب العالم على استراتيجية مصر البيئية وما اتخذته الحكومة من خطوات وما سيتم فى المستقبل .. و شرح لهم الرئيس عبدالفتاح السيسى الجهود التى تبذلها الدولة والتحركات السريعة للتكيف والاتجاه إلى الاقتصاد والاستثمار الأخضر .. وان العام القادم سيشهد أول سيارة كهربائية صناعة وطنية 100٪ لتقليل الانبعاثات الضارة والحفاظ. على البيئة .. وأوضح الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء للشباب ان العالم خسر خلال العام الماضى 70 مليار دولار نتيجة للكوارث الطبيعية وان التكيف يحتاج إلى تمويل يصل لأكثر من 500 مليار دولار .. ولا بد من تكاتف الجميع لمواجهة المشكلة .. واستمع الشباب لرسائل من جون كيرى مبعوث الرئيس الأمريكى لشئون المناخ وانجراندرسون المدير التنفيذى لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ووضعت أمامهم المعلومات ليخرجوا بتوصياتهم عن دراسة حقيقية للواقع !! .

يمكن اعتبار جلسة منتدى شباب العالم عن التغيرات المناخية فى إطار استعدادات مصر لاستضافة المؤتمر الدولى «كوب 27» فى شرم الشيخ نوفمبر القادم .. وبالتأكيد فان وزارة البيئة بقيادة الوزيرة النشيطة الدكتورة ياسمين فؤاد ستعمل على الاستفادة من توصيات هؤلاء الشباب الذين وفدوا من كافة الدول والقارات .. والمطلوب أيضا أن يظل الاهتمام بمؤتمر المناخ وتشكيل لجان تضم متطوعين من الشباب يتم تدريبهم من الآن ليخرج مؤتمر «كوب 27» بصورة تليق بمصر التى وثق بها العالم وأعطاها شرف قيادتة فى المؤتمر الذى مهمته الأولى إنقاذ كوكب الأرض !!.

لا بد أن يشعر كل إنسان فى العالم بخطورة التغيرات المناخية .. وأن يكون أول المتطوعين فى «الجيش الأخضر الدولى» المنوط به الحفاظ على البيئة وكبح جماح الانبعاثات الكربونية .. وأن يشعر كل مواطن ان عليه واجباً تجاه نفسه وأسرته ومستقبله فيعمل على الحفاظ على البيئة والعودة إلى الطبيعة .. وعلى الحكومات فى الدول الصناعية الكبرى أن تطبق ما تم الاتفاق عليه من التزامات مادية حتى تتمكن الدول النامية من التكيف .. وان تقوم كل دولة بالعمل بكل جهدها على الحد من التلوثات وزراعة مساحات خضراء والاتجاه إلى الطاقة النظيفة .. فإنقاذ البشرية والحفاظ على كوكب الأرض مسئولية كل انسان فى العالم .. وإلا سيدفع الشباب والأجيال القادمة الثمن باهظاً !! .
*****
وداعاً .. فودة وحجازى ومنى ووائل

فقدت الصحافة المصرية والعربية أربعة من نجومها خلال أيام قليلة.. أولهم الكاتب الكبير محمد فودة رئيس تحرير جريدة «المساء» ومجلة «حريتي» الأسبق بعد صراع مع المرض لتفقد « دار التحرير» برحيله أستاذاً علم الأجيال وكاتبا مهموما بقضايا الوطن والأمة .

كان الأستاذ فودة- رحمه الله- له تلاميذ فى كل مكان من المحيط إلى الخليج خاصة فى اليمن حيث قضى سنوات انشأ خلالها عدة صحف ومجلات .. كما كان يحتضن المواهب الشابة فى «حريتي» و»المساء» إضافة إلى ذلك فقد كان يتميز بالخلق الرفيع وليس له عـداوات مع أحد.. وكانت «حريتي» فى عهده تنافس بقوة ومن أهم المجلات العربية وعندما تولى رئاسة «المساء» رفع توزيعها خاصة فى محافظات الصعيد والدلتا.

أما الأستاذ إبراهيم حجازى رئيس تحرير «الأهرام الرياضي» ووكيل نقابة الصحفيين السابق فقد كان أحد الفرسان فى بلاط صاحبة الجلالة وأعطى لبلده وأمته وللمهنة كل حياته فهو أحد أبطال حرب أكتوبر ومن أهم الكتاب والنقاد الرياضيين.. وجاء رحيله قبل ساعات من حفل تكريمه فى النقابة حيث اختارته لجنة برئاسة الزميلة الأستاذة دعاء النجار عضو مجلس النقابة ليكون ضمن المكرمين من رواد المهنة مع الأساتذة محمد العزبى والدكتور أحمد المنزلاوى وحاتم زكريا وأمينة شفيق وآمال بكير أطال الله فى أعمارهم.. وللأسف كان يوم الأربعاء قبل الماضى موعد التكريم الذى تأجل حيث كان عزاء إبراهيم حجازى فى نفس التوقيت بمسجد المشير.

كما فقدت «الجمهورية» الصحفية الشابة منى زين العابدين التى رغم انها صغيرة السن و فى بداية الطريق ولكنها كانت تنبئ بمستقبل كبير.. وكانت منى من أنشط بنات وشباب جيلها وتتميز بالمهنية والمصداقية وتعشق العمل الصحفى وتمنحه كل وقتها رغم مرضها بالقلب إلى جانب أنها كانت من أفضل من يقومون بصياغة الأخبار ونادرا ما تجد مثلها من الجيل الجديد فى الصحافة من يجيد اللغة العربية ويمتلك ناصيتها وقد يكون ذلك لأن والدها الزميل الكاتب الصحفى محمد زين العابدين مدير تحرير «الجمهورية» الذى أحسن تربيتها وتأهيلها وان كانت ترفض دائما الاعتماد على انها ابنة زميل وتريد أن تكون لها شخصيتها.. أما عن أخلاقها فقد كانت رقيقة كالملاك وهادئة كالنسيم ولم تتسبب فى أى أزمة ولم تختلف مع أحد وكان الجميع يحبونها كما انهم يحترمون والدها الذى نسأل الله له ولوالدتها الصبر على فراقها.

جاءت وفاة الزميل وائل الابراشى صدمة لكل الصحفيين والإعلاميين خاصة وان الأنباء كانت تشير مؤخرا إلى قرب تعافيه من إصابته بفيروس كورونا منذ عدة أشهر وجعلته يعانى لفترة طويلة.. وبينما الجميع ينتظرون عودته إذا بهم يفاجئون بالخبر المؤلم فقد كان الابراشى من أبرع من يقوم بعمل التحقيقات الصحفية ومن الإعلاميين الذين يتميزون بالحضور وأسئلته دائما فى الصميم.

رحم الله الأساتذةمحمد فودة و إبراهيم حجازى ومنى زين العابدين ووائــل الابـراشـى وألهم أسرهم وكل محبيهم ” وأنا منهم ” الصبر و السلوان !!

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.