23 أبريل، 2025 - 4:45 ص

الأستاذ الجامعى.. وكورونا «المنسية».. ووداعاً محمد فودة

1 min read

                            بقلم :السيد البابلى

الأســـتاذ الجامعـــى ليـــس موظفـــاً عاديـــاً.. الأســـتاذ الجامعـــى هـــو الفكـــر والقيمـة والقامـة والمكانـة.. وفـى بعـض الجامعـات العريقـة فـى العالـم فـإن مكانـة الجامعـة تعـود إلـى وجـود اسـتاذ جامعـى معـين لـه تأثيـره فـى المجتمـع ولـه اسـهاماته العلميـة التـى تجعلـه نجمـاً يقصـده طـلاب
العلـم مـن كل مـكان. وتعديـلات مشـروع قانـون تنظيـم الجامعـات الـذى وافـق عليـه مجلـس النـــواب تضمـــن عـــدم حرمـــان الجامعـــات المصريـــة مـــن خبـــرات أعضـــاء هيئـــة التدريـــس الذيـــن عملـــوا فـــى محرابهـــا بتأمـــين اســـتمرارهم فـــى العمـل بعـد سـن السـتين بنفـس الامتيـازات الماليـة والأدبيـة لأعضـاء هيئـــة التدريـــس الذيـــن مازالـــوا فـــى الخدمـــة.. وتقضـــى التعديـــلات بمنحهـــم مكافـــآة تعـــادل الأجـــر الكامـــل مـــع حقهـــم فـــى الجمـــع بـــين المكافـــآة والمعـــاش. والتعديـــلات الجديـــدة تمنـــع هجـــرة ونـــزوح وتفريـــغ الجامعـــات الحكوميـــة المصريـــة مـــن خبراتهـــا العلميـــة وتحقـــق للأســـتاذ الجامعـــى نوعـــاً مـــن التكريـــم يتناســـب مـــع مكانتـــه وقيمتـــه. والتعديـلات أيضـاً تبعـده عـن تولـى المناصـب الإداريـة داخـل الجامعـات بعـــد ســـن الســـتين وهـــو أمـــر لـــه أهميتـــه ومزايـــاه كذلـــك لأن العمـــل الإدارى يسـتهلك وقتـاً وجهـداً مـن الأسـتاذ الجامعـى وقـد يكـون عائقـاً أمـام تفرغـه للإبـداع والعطـاء العلمـي. إن الجامعـات المصريـة تزخـر بأسـماء وقامـات مـن الأسـتاذة الجامعيـين الذيـــن يمنحـــون هـــذه الجامعـــات المكانـــة والاســـم والذيـــن يعتبـــر الاسـتغناء عنهـم أو تركهـم يرحلـون جريمـة فـى حـق العلـم والذيـن يجـب أن يتـم تكريمهـم ودفعهـم إلـى البقـاء لتقديـم أفضـل مـا لديهـم بعـــد أن تفرغـــوا للعلـــم فقـــط.
> >>
ومـن عقولنـا اليقظـة وقمـم هـذا المجتمـع العلميـة إلـى عقولنـا الغائبـة
عـن رؤيـة وإدراك الخطـر الـذى قـد يتحـول إلـى كارثـة. ففـــى احتفـــالات رأس الســـنة التـــى كانـــت فـــى كل مـــكان بتصريـــح أو بـــدون تصريـــح فـــإن أحـــداً لـــم يهتـــم بإجـــراءات التباعـــد أو التدابيـــر الاحترازيـة فـى مواجهـة فيـروس كورونـا وتوابعـه، فالنـاس تتعامـل مـع الكورونـا وكأنهـا جـزء مـن التاريـخ وتنظـر إلـى «أوميكـرون» علـى أنـه نـوع مـن الانفلونـزا العاديـة سـريعة الانتشـار ولكـن ضعيفـة التأثيـر. والنـــاس فـــى عاداتهـــا لـــن تتغيـــر مهمـــا كتبنـــا ومهمـــا حذرنـــا ـــ ومهمـــا نقلنـا مـن مخـاوف لمنظمـة الصحـة العالميـة ومهمـا تحدثنـا عـن انتشـار هائـــل للفيـــروس فـــى العديـــد مـــن الـــدول ومهمـــا ذكرنـــا عـــن ارتفـــاع أعـــداد الوفيـــات.. فالنـــاس عندنـــا لهـــم قناعاتهـــم الخاصـــة.. والنـــاس عندنـــا احتفلـــت بقـــدوم العـــام الجديـــد بالتزاحـــم فـــى أحـــد المجمعـــات التجاريـــة وبالرقـــص والغنـــاء.. وحـــب الحيـــاة أقـــوى مـــن كورونـــا و»اللـــى جابوهـــا» أيضـــاً..!
> >>
ونضحـــك مـــع أقـــوال أهـــل الفـــن فـــى آخـــر يـــوم مـــن العـــام المنصـــرم،
فشـيرين مطربـة آه يـا ليـل وهـى الأغنيـة الوحيـدة التـى أذكرهـا لهـا خرجـت علينـا تقـول إنهـا تتمنـى «أن تخـرج مـع الممثـل العالمـى بـراد بيـــت مـــرة واحـــدة وترقـــص معـــه وبعدهـــا تقابـــل ربنـــا»..! ولا يوجـــد تعليـــق علـــى شـــيرين التـــى حلقـــت شـــعرها علـــى الزيـــرو ـــ بعـــد طلاقهـــا الأخيـــر.. بـــراد بيـــت حتـــةواحـــدة..خليهـــاعبدالباســـط حمـــودة..!!
> >>
وتامـر حسـنى يقـول «مازحـاً» رداً علـى سـؤال مـن يعيـش أكثـر الرجـال أم النسـاء.. «النسـاء أطـول عمـراً مـن الرجـال».. وليـه يـا تامـر «الرجـال بتمـــوت قبـــل الســـتات علشـــان الســـتات بتقصـــف عمـــر الرجالـــة!!»..وأكيـــد تامـــر لـــم يكـــن يمـــزح.. ده كان بيقـــول اللـــى فـــى قلبـــه..!
> >>
وأحمـــد حســـام ميـــدو اللاعـــب الســـابق و»الإعلامـــي» حاليـــاً.. مـــا دام الإعـلام قـد أصبـح مهنـة مـن لا مهنـة لـه!! شـن هجومـاً قاسـياً علـى لاعـب المنتخـب المصـرى أحمـد حسـن كـوكا المحتـرف فـى نـادى قونيـا ســـبور التركـــى وقـــال عنـــه إنـــه مهاجـــم متواضـــع لا يصلـــح للمســـتوى الدولـــي..! وكـــوكا تـــرك كـــرة القـــدم ليـــرد علـــى ميـــدو «وأنـــا عـــارف إن أكبـــر غلـــط إنـــى أرد عليـــك»..! وميـدو خـرج عـن الإطـار والتقاليـد الإعلاميـة بهـذا الهجـوم السـافر علـى «كـوكا».. ولكـن أقـول الحـق.. عنـده حـق..!
> >>
ولـم يتركـوا نجمنـا الذهبـى البروفيسـير مجـدى يعقـوب جـراح القلـب العالمـــى فـــى حالـــه أشـــاعوا عنـــه أنـــه قـــد توفـــي..!! نـــاس ليـــس فـــى قلوبهـم رحمـة.. ولا عندهـم ضميـر.. أطـال اللـه فـى عمـرك يـا دكتـور مجـدي.. دول بتـوع السوشـيال ميديـا الذيـن يبحثـون عـن مـوت الجميـعوتخـرب ويقعـدوا علـى تلهـا..!
> >>
وأكتـــب لكـــم عـــن الراحـــل عـــن دنيانـــا.. عـــن الأســـتاذ والصديـــق والأخ محمـــد فـــودة رئيـــس تحريـــر «المســـاء» و«حريتـــي» الأســـبق وواحـــد مـــن كبـــار الصحفيـــين مـــن أســـاتذة المهنـــة الذيـــن كانـــت لهـــم بصماتهـــم ومكانهـــم الرفيـــع مهنيـــاً وإنســـانياً. وفـــودة الـــذى رحـــل عـــن دنيانـــا وهـــو فـــى كنـــدا حيـــث أقـــام مـــع ابنـــه الـذى يعمـل هنـاك عانـى كثيـراً مـن المـرض منـذ فتـرة طويلـة وتوقـف عـــن الكتابـــة ولكنـــه ظـــل علامـــة مـــن علامـــات مؤسســـة دار التحريـــر للطبـع والنشـر والتـى أصـرت علـى أن يبقـى مكتبـه موجـوداً وشـاغراً أمـًلا فـى عودتـه مـن جديـد لزملائـه وتلاميـذه ومحبيـه. وسـوف يدفـن فـودة فـى كنـدا نظـراً لظـروف كورونـا.. ولكننـا هنـا فـى مصـر سـنقيم لـه العـزاء لـوداع الفقيـد الراحـل الـذى كان واحـداً مـن جيـل الكبـار الـذى يتناقـص وتضيـع مـع رحيـل الكثيـر منـه علامـات الطريـق.. يرحمـك اللـه أيهـا الصديـق العزيز
أخيرًا:

> >>
أن تكون قليل علم وكثير أدب خير ألف مرة من كونك كثير علم وقليل أدب.
> >>
واعتنق الصمت أمام السفهاء.
> >>
وحتى فى الموسيقي صوت الطبل أعلى من صوت القانون..!
> >>
والبساطة هى الأصعب.. فى التقليد.
> >>
وليس باستطاعتك أن تأخذ مالك معك للآخرة. ولكن باستطاعتك أن تجعله يستقبلك..بالصدقة
Sayedelbably@hotmail.co.uk    

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.