21 سبتمبر، 2024 - 1:46 م

من ذكريات أيام ضاعت فيها كل معالم الطريق..!!

1 min read
الكاتب الصحفي السيد البابلى

الكاتب الصحفي السيد البابلى

 

             بقلم : السيد البابلي

من المهم فى أحيان كثيرة أن نلجأ إلى التاريخ نستخلص ونتعلم منه العظات والعبر ونحاول أن نتجنب الوقوع فى نفس الأخطاء والسلبيات التى تكون عاملا وسببا فى الرجوع إلى الوراء بدلا من التقدم للأمام.

وأتحدث فى ذلك عن ذكريات أيام ضاعت فيها كل معالم الطريق وكنا على حافة الإنهياروالضياع أيضا والدخول فى النفق المظلم المسدود.

والأيام التى أتحدث عنها هى أيام يناير من عام ٢٠١١ عندما استيقظنا فى أحد أيام هذاالشهر وبالتحديد فى ٢٥ يناير لنجد أن هناك حشوداً فى ميدان التحرير تطالب بالتغيير وترفع شعارات براقة عن العيش والحرية والعدالة الاجتماعية. وكانت وتيرة الأحداث فى الميدان متسارعة بحيث فقدنا القدرة على الرؤية والتحليل وانقدنا وراء المحتجين والمتظاهرين معتقدين أن مع التغيير ستكون الصورة مختلفة لحل كل مشاكلنا وتراكمات السنين.

وعندما انقشع الغبار عن الميدان وانفضت الحشود برحيل النظام الحاكم فقد اتضحت ملامح الصورة الحقيقية وهى أننا قد أصبحنا أمام فراغ هائل يتمثل فى غياب تام للدولة وفى اختفاء الأجهزة التنفيذية وظهور «ائتلافات» فى كل موقع ومجال ولا هم لها ولا مصلحة إلا انتهاز الفرصة للحصول على مكاسب فئوية بأى شكل وبأى أسلوب. واكتشفنا أننا قد اصبحنا فى فوضى ما بعدها فوضي.. فالحياة التجارية توقفت تماماً.. والأمن لم يعد قائماً.. ومن عندهم المال يبحثون ويفكرون فى طريقة للنجاة والخروج من البلاد.. والشباب أصبح متحفزاً ضد الكبار ويطالب بعزل كبار السن واستبعادهم من كل المواقع والكبار اتحدوا لايقاف تقدم الشباب على أجسادهم.. التوتر أصاب الجميع ولم يعد هناك قانون ولا رادع.. وكل مخزون السنوات والعقود من أحقاد ورواسـب خرج على السطح فجأة ليظهر أسوأ ما فينا من انفلات أخلاقى وفكري.. وانطلقنا جميعا فى دوائر مفرغة نلتمس معالم الطريق دون أن ندرى أننا نهدم ونحطم كل أمل وكل خط رجعة وكل فرصة لتحويل التغيير إلى برامج لتحسين الأوضاع.

>>>

ولأن الخروج إلى الشوارع تحول إلى نقمة على الجميع ولأن تجار الأزمات بدءوا فىالظهور ولأن جماعات منظمة بدأت تخطط وتترقب القفز على السلطة فإن الناس شعرت بأن هناك مصيبة قادمة من صنع أيديها.. والناس تفهمت وأدركت أن التغيير الذى يأتى على هذا النحو لا يجلب إلا الخراب والدمار فإن الناس تلفتت حولها واستنجدت بأبنائها من رجال القوات المسلحة.. ويا جيش مصر تقدم ووفر الأمن والأمان قبل أن يغمرنا الفيضان.. وقبل أن يأتى الطوفان.

وكنا مع الجيش نهتف وعلى الدبابات صعدنا.. وأصبح مشهد الدبابة فى الشارع عنوانا للنجاة والطمأنينة.. ومصدراً للثقة والهدوء بعد أن كنا على حافة المنحدر الذى لو كنا قد انزلقنا إليه لفقدنا كل أمل فى النجاة والبقاء. وحين أتحدث عن هذه الذكريات فإنه حديث الحب والغيرة على هذا الوطن.. حديث التحذير من دعوات يطلقها بعض شياطين الانس الذين يزايدون على مشاكلنا الحياتية والذين يتاجرون بمعاناتنا مع الغلاء ومع الحياة والذين يخلطون كل الأوراق والحقائق للتضليل والاثارة والفتنة وانقسام الشعب. ولأننا على أبـواب حوار وطنى جاد فإن كل الآراء سوف تطرح فى هذا الحوار.. وكل الأولويات سيدور حولها النقاش ووطن نبنيه بأيدينا بأفكارنا بعقولنا بمشاركة الجميع فى صناعة القرار وصياغة المستقبل هو الوطن الذى سنيعم بالأمن والاستقرار والأمل فى النجاة منالأزمات والتقلبات.. هذا وطن يبنى بالحب والثقة بعيداً عن دعوات الحقد والكراهية.. والتغيير يأتى دائماً من الداخل بعقول وأفكار أبناء الوطن وليس بدعوات التحريض.

>>>

والدولة.. الدولة المصرية تواجه الأزمة الاقتصادية العالمية التى انعكست علينا بكل أبعادها.. والدولة نظرت إلى أبنائها فى الخارج الامتداد والعمق للوطن الأم.. والدولة أقدمت على ثلاث خطوات هامة لتشجيعهم على أن يكونوا جزءا فاعلا فى المعركة الاقتصادية فقد أصدرت من أجلهم الشهادات الدولارية بعائد مرتفع وأصــدرت قانونا يتيح لهم استيراد السيارات من الخارج باعفاء من الضرائب مقابل وديعة دولارية.. وتطرح الآن أراضى ووحدات سكنية مميزة كاملة المرافق من أجلهم تباع بالعملات الأجنبية.. والدولة تدرك أن أبناء مصر فى الخارج هم الدعم وهم السند وتحقيق مصالحهم هو جزء من مصلحة الأمة.

>>>

وفى معركة التعليم فإن «السناتر» التعليمية قد ربحت الجولة.. والدولة ستقوم بتقنين أوضاع هذه السناتر التى انتشرت فى كل مكان والتى اصبحت فى حقيقتها نوعا من التعليم الموازى للتعليم الحكومي. وتقنين أوضـاع «السناتر» أو المراكز التعليمية الخاصة بعد أن تحولت إلى واقع بات أمراً حتمياً ولكن الخوف.. كل الخوف هو أن تتحول هذه «السناتر» إلى بديل عن المـدارس وتتوقف الأسر عن ارسـال الأبناء إلى المدارس والاكتفاء بـ»السناتر» وهذا ما يحدث فعليا فى المحافظات.. والعملية التعليمية معقدة.. وبالغة التعقيد.. والناس لديها مفاهيم ومعتقدات.. ومحاولات التطوير تواجه بمقاومة شرسة.. والحصول على الشهادة هو فقط المطلوب.. وأى كلام آخر لا يمكن الاستماع إليه.

>>>

والشعب المصرى الـذواق.. الشعب العاشق للفن والغناء والابـداع.. الشعب الذى يتعامل مع أم كلثوم على أنها هرم مصر الرابع.. هذا الشعب تعاطف مع المطربة شيرين فى محنتها.. وذهب العشرات يقفون بجوار المستشفى للاطمئنان عليها.. واشتعلت السوشيال ميديا بالتعليقات والتمنيات لها بالشفاء.. هذا الشعب الحساس يدرك أن شيرين ثروة فنية خرجت من التربة المصرية الغنية.. وأنهًا قد أخطأت.. ولكن فى المحن لا تسأل عن الخطأ والمخطيء.. فالنجاة أولا.. وفيها كل الدروس والعبر.

>>>

وتحية اعجاب خاصة للمعلق السعودى الذى كان يصف أحـداث مباراة الأهلى المصرى وبنفيكا فى بطولة كأس العالم لكرة اليد.. ففرحة هذا المعلق بفوز الأهلى ووصوله للمباراةربع النهائية كانت لا توصف.. صادرة من أعماق الأعماق.. فرحة شقيق عربى لشقيقه.. فرحة تترجم قصة حب ولدت لتبقى بين شعبين شقيقين على الحلوة والمرة معا.

>>>

أما حرب الجماهير الكروية التى بدأت مع انطلاق الدورى العام لكرة القدم فهى تهدد وجودالجماهير فى الملاعب وتؤكد أن مطالبات بعض الأندية بأداء المباريات على ملاعبها فى ظل هذا التعصب الجماهيرى هو تهريج وانعدام للمسئولية!!

وأخيراً: الاشتياق مرض.. يعانى منه الأوفياء فقط.

>>>

وعلى قدر طيبتك تأتى أوجاعك.

>>>

ولو استطعت إعادة أول لقاء جمعنى بالبعض لتبسمت لهم فقط وأكملت

طريقي

Sayedelbably@hotmail.co.uk

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.