21 سبتمبر، 2024 - 1:32 م

أيام مع السادات.. والشتاء الصعب.. وشاهيناز

1 min read
الكاتب الصحفي السيد البابلى

الكاتب الصحفي السيد البابلى

 

               بقلم : السيد البابلى

وكنت صغيرا .. وصغيراً جدا فى بداية العشرينيات عندما استدعانى رئيس التحرير الأستاذ محسن محمد ليقول لى بأنه قد تم ترشيحى للعمل مندوبا لصحيفة «الجمهورية فى رئاسة الجمهورية لمتابعة وتغطية أنشطة الرئيس الراحل محمد أنور السادات..!

وجاءالخبر فوق رأسى كالصاعقة.. أنا ولماذا أنا.. وًرئاسة الجمهورية مرة واحدة..!! ذهبتأتلمس معالم الطريق.. وجدت هناك جيلا من الأساتذة الكبار.. وجدت عدداً من أساطيروقامات المهنة وقد وقفت بينهم.. وأحسست بالخوف والتردد والقلق.. الخوف من الفشل.. والتردد فى قبول المهمة والقلق من كل شيء حاضراً ومستقبلا.. وعدت أقول لرئيس التحرير.. أنا صغير جدا وسط الكبار.. وماذا سأفعل إذا ما وجدت نفسى فجأة فى مواجهة أنور السادات نفسه والوقوف أمامه..! والأستاذ يبقى أستاذاً.. الأستاذ هو الأب هو المدرسة هو الحياة.. والأستاذ محسن محمد طلب منى أن أحضر إلى الصحيفة فى الخامسة مساء وأن أكون فى مكتبه جالساً صامتاً بلا حراك وهو يتحدث مع رئيس مصر الرئيس السادات الذى كانت له عادة يومية فى تخصيص ساعة كاملة يتحدث فيها إلى رؤساء التحرير كل على حدة وكل فى اختصاص معين. وبعد أن انتهى محسن محمد ًمن عرض بعض التقاريرالاخبارية على الرئيس السادات فإنه أنهى الحوار قائلا إنه بصدد إعادة بناء وتطويرصحيفة الجمهورية معتمداً فى ذلك على الشباب من الخريجين الجدد لكلية الإعلام فى دفعاتها الأولى وأنه ولكى يكون هناك تجاوب من الوزراء والمسئولين فى التعامل مع هؤلاء الشباب فسوف يبدأ برئاسة الجمهورية مباشرة ويستأذن الرئيس السادات فى ذلك والذى أجاب على الفور بكلمة برافو يا محسن..! ً

ونظر الأستاذ محسن محمد تجاهى قائلا : الآن تذهب لرئاسة الجمهورية وتقول لهم أنك فى هذا المكان بأمر من الرئيس السادات.. وحاول.. حاول أن تكون كبيراً مثل الكبار الذين ستعمل بجوارهم.. لقد دخلت التاريخ وستكون قريباً من أنور السادات.

> >>

ويا الله.. يا الله.. يا ذاكرة الأيام التى لا تمحي.. يا رئيس مصر الذى لا ينسى يا أيام الفخارالتى نعيش على ذكراها.. يا أروع أيام العمل الصحفي.. يا كل السعادة والفرحة عندما تقف قريبا من السادات الشامخ.. السادات صوت مصر السادات أستاذ إدارة الأزمات.. السادات فى حواراته مع الشباب ومع الجماعات الدينية ومع الوفود الشعبية.. السادات فى ميت أبو الكوم وهو يتحدث للمراسلين الأجانب بعد صلاة الجمعة فى مسجد القرية.. السادات وهو فى القناطر حيث كان المكان المفضل لاجتماعاته.. والسادات فى أسوان فى رحلة الشتاء على ضفاف النيل حيث كانت أسوان شاهداً على اللقاء التاريخى مع شاه إيران الذى أتى مستجيراً بمصر بعد أن رفضت دول العالم استقباله.. والسادات فى كل المناسبات التى يتطلب الحديث عنها وفيها مجلدات ومجلدات.. السادات الأسطورة.. والكبير الذى كان كبيراً للعائلة المصرية والرجل الذى نتذكره هذه الأيام ونحن نحتفل بانتصارات أكتوبر.. ملحمة البطولات.. بطولات للقادة..وبطولات للجنود.. وبطولات لكل شعب مصر.. والله يرحمك يا سادات مصر.. كنت عظيماً واغتالوك الجبناء عندما أرادوا أيضا اغتيال مصر.

> >>

ومن أيام السادات إلى أيام الشتاء.. والشتاء القادم سوف يكون هو الأعنف على العالم كله والاكثر تأثيرا فى الأزمة الاقتصادية العالمية بسبب الحرب فى أوكرانيا.. فأوروبا أعلنت الطواريء مسبقا بسبب أزمة نقص الطاقة ومعظم محطات الوقود توقفت عن العمل.. والرئيس الفرنسى ماكرون يقول إن شتاء هذا العام سيكون الأصعب فى امـدادات الغاز وفى بريطانيا فإن السلطات البريطانية تحذر من انقطاع التيار الكهربائى ثلاث ساعات يوميا وتستعد لأسوأ السيناريوهات.. والحال لا يختلف كثيرا فى بقية دول أوروبا التى تتوقع شتاء صعبا وهجرة معاكسة للدول الأكثر دفئا.. ومعاناة ما بعدها معاناة من ارتفاع أسعار الخدمات بعد ارتفاع سعر الغاز.. وأوروبا تعانى والآثار ستشمل العالم كله.. والنجاة من هذا الشتاء ستكون بداية الأمل فى تجاوز الأزمة.

> >>

ونحمد الله.. نحمد الله على أننا فى حال أفضل كثيراً من غيرنا.. نحمد الله فى توافر كل الخدمات الضرورية وفى توافر المواد التموينية والغذائية.. عجلة الحياة تمضى والاساسيات موجودة.. والدولة أيضا موجودة وتقدم درساً رائعاً فى العمل الجماعى لمواجهة الأزمة وايجاد الحلول.. والدولة تحاول وتحاول.. والتعاون مطلوب ما بين الشعب والحكومة .. فالمسئولية مشتركة وعصر «الأنتخة» قد انقضى والمهم أن يكون هناك عبورآمن نحو المستقبل وتخطى الأزمة.. نحن الآن صف واحد من أجل مصلحة الجميع.

> >>

والدولة تحاول حماية المواطن من التلاعب فى الأسعار.. وقامت الحكومة بإعلان تسعيرة جبرية لأسعار الأرز فى السوق.. والدولة تدخلت والتدخل حاسم وقوى ولابد من الالتزام.. ولا أحد فوق القانون.. ولا مبالغة فى أسعار السلع الأساسية.. ولن يكون هناك تسامح مع محاولة ايجاد أزمات فى السلع.. والارز سيكون موجوداً ومتوافرا.

> >>

ونعود لحوارتنا اليومية.. ووصلة رقص فى مدرسة ثانوية بمحافظة الدقهلية على أغانى المهرجانات..! وعادي.. كله عادي.. لم تكن أول مدرسة.. ولن تكون الأخيرة.. أغانىالمهرجانات فى دور الحضانة الآن أيضا..!

> >>

والسيدة شاهيناز.. مطربة.. مرة ترتدى الحجاب.. ومرة تخلع الحجاب.. ومرة تغني.. ومرة تتوقف.. ولكنها الآن عادت وغنت وارتدت بنطلون جينز ممزق من بداية القدم لآخره..!!

> >>

وفى شارع فيصل.. الرجل مات فى شقته وجثته تحللت بعد أن عاش وحيداً لعشر

سنوات ولم تفكر بناته فى زيارته أو السؤال عنه..! حاجة تزعل وزمن صعب..!

> >>

وأخيراً: الحب هو أن تحتاج لشخص واحد فى كل هذه الدنيا.

>>> ً

وتترك وطنك فقط حين لا يترك لك هذا الوطن مجالا للبقاء فيه.

> >>

وأعرف قلباً لا يأبه بموسم الهجرة والخريف.

> >>

ثم ينظر الله إليك.. فيجد أنك ترضى بما أنت فيه فيعطيك عطاء يليق بقلبك ورضاك

Sayedelbably@hotmail.co.uk

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.