21 سبتمبر، 2024 - 1:38 م

شعب «أكتوبر».. وحادث «بسيون».. ويوم تعيس لكرة القدم..!

1 min read
الكاتب الصحفي السيد البابلى

الكاتب الصحفي السيد البابلى

 

                بقلم. : السيد البابلى

ونعيش هذه الأيام أجواء وذكريات الانتصار المصرى العظيم والخالد فى حرب أكتوبرالمجيدة عام ١٩٧٣، حرب المجد والفخار، حرب العبور من الهزيمة إلى  الانتصار، حربالتضحية والاستشهاد لأفضل جنود الله على وجه الأرض.. حربنا جيًشا وشعبا ضد اليأس لاستعادة الكرامة والعزة ومحو آثار العدوان.. حربنا التى كنا فيها على قلب رجل واحد وحيث لا صوت كان يًعلو فوق صوت المعركة لأنها لم تكن مثل أى معركة أخري.. كانت معركة وحربا نكون فيها أو لا نكون. وفى السادس من أكتوبر من عام ١٩٧٣ فإن شعب مصر، جيل أكتوبر كانوا على موعد مع التاريخ.. كانوا يقولون للعالم إن الإرادة المصرية لا تموت وأن هذا الشعب قادر على صنع المعجزات.. وأن القوة الخفية الكامنة فى أعماقنا سوف تنفجرعندما يتعلق الأمر بالأرض والشرف.

وفى السادس من أكتوبر ١٩٧٣، انطلقنا نحمل العلم.. علم مصر ونعبر قناة السويس وفى وضح النهار لنفاجئ العدو ونرفع العلم باسم الله والله أكبر.. والأولاد أصبحوا داخل سيناء والأبطال يتقدمون والانتصار يتحقق. وبسم الله.. هذا هو شعب مصر.. وجيش مصر.. وقادة مصر.. رجال فى التحدى وقيمة فى كل الأزمــات وثبات على الحق وثقة فى الله وإيمان بالهدف والغاية.. ومصر دائًما وأبدا هى مصر.. وشعب أكتوبر ١٩٧٣ هو المعلم وهو القائد وهو التاريخ المضئ لأجيال ستظل تقدر وتعلم وتحافظ على معنى ومكانة مصر.

> >>

وفى أكتوبر العظيم فإن التحية كل التحية والمجد كل المجد والخلود كل الخلود.. للشهداءالأبرار لرجالات قواتنا المسلحة البواسل الذين كانوا على العهد والذين كتبوا بدمائهم الذكية أجمل صفحات التضحية من أجل الوطن ومن أجل الكرامة.

والتحية كل التحية لرجل ساقته الأقـدار لقيادة مصر فى هذه المرحلة.. للبطل الرئيس الراحل محمد أنور السادات.. العلامة المضيئة والقيادة الواعية وصاحب قرار العبور ومهندس حرب التحرير وأسطورة الحرب والسلام وأستاذ المناورات الدبلوماسية وصانع الفرحة فى قلوب المصريين. والتحية كل التحية لروح الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك قائد الضربة الجوية وأحد قادة حرب أكتوبر ولا يمكن فى هذه المناسبة أن نتجاهل الدورالكبير لناصر مصر.. للرئيس التاريخى جمال عبدالناصر الذى تمكن من إعادة بناء القواتالمسلحة المصرية فى غضون سنوات قليلة بعد نكسة ١٩٦٧ ليصلح كل أخطاء الهزيمة ويبقى على الأمل قائًما ويعود بنا إلى واجهة التحدى والحرب ويترك مصر وقد أصبح جيشها على أهبة الاستعداد لخوض معركة التحرير. والتحية كل التحية لشعب أكتوبر.. شعب مصر العظيم الذى كان خلال المعارك نموذجا للتلاحم.. ومثالا للجبهة الداخلية الصلبة التى هى السند والقوة للرجال فى الصمود والانتصار.

> >>

ومن حرب أكتوبر المجيدة.. ومن الحديث الممتد عن الأبطال والذكريات والشعب العريق إلى حديث آخر يتعلق بالوطن فى ظروفه الحالية وحيث نواجه معركة من نوع آخر تستدعىاستلهام واسترجاع روح أكتوبر لكى نعبر أزماتنا الاقتصادية النابعة من الأزمة الاقتصادية العالمية بكل سلامة وأمان. ونتحدث فى ذلك عن الحاجة إلى التوقف عن إبراز السلبيات وجلد الذات والمغالاة فى تضخيم الوقائع والأحداث. فبقدر ما نتحدث عن الغلاء ومعاناة الناس بقدر ما يجب أن ندعو إلى التكاتف والاصطفاف الوطنى بعيًدا عن انتهاز الأزمات للإضرار بمصالح الوطن وأمنه وأمانه واستقراره فنحن فى أوقـات صعبة ولا صوت فيها يجب أن يعلو فوق صوت العبور الآمن اقتصادًيا واجتماعًيا.

> > >

ونعود لحواراتنا اليومية والحديث المتكرر عن الحوادث المرورية وأكتب عن الحادث المـرورى البشع على طريق طنطا ــ بسيون، هذا الحادث الذى راح ضحيته ١٤ شخصا مابين قتيل ومصاب بعد اصطدام سيارة ميكروباص وأخرى ربع نقل. وقد كتبت فى ذلك مرارا وتكرارا أحذر من فوضى مرورية لا مثيل لها على الطرق الفرعية بين المحافظات وحيث لاتوجد رقابة مرورية فعالة وحيث توجد كل أنواع التجاوزات فى مشاهد عبثية تؤكد أنالموت قادم وفى أى لحظة لأن القيادة فى هذه الشوارع تخلو تماًما من أدنى درجات الأمان وحيث «التكاتك» مع الميكروباصات مع سيارات النقل مع الجرارات الزراعية مع الدراجاتالبخارية فى صراع وفى سباق جنونى يخلو من أى إدراك بالقواعد المرورية أو أى التزام بحدود السرعة أو حتى بالمعايير الأخلاقية فى القيادة وسلامة الآخرين. ان حادث طنطا ــ بسيون هو نموذج لحوادث أصبحت عادية.. وتمضى بلا اهتمام يذكرفالحلول غائبة والناس مغيبة.. والضحايا يتساقطون..!

ً >>> ً ً

ولأن هناك رياحا خبيثة تعصف بنا فإن القتل أصبح مباحا ومستباحا.. والبلطجى «فى كفر البطيخ» بدمياط دخل فى مشاجرة مع جيرانه فأحضر ساطو ًرا وقف عـارى الصدر يتربص بابن الجيران مًنهاًلا عليه بالساطور لذبحه وتدخلت أم الضحية تحمى وليدها فأصيبت أيضا بقطع كامل فى كف اليد اليسرى فى جريمة بشعة جرت وقائعها أمام المارة الذين اكتفوا بالمشاهدة و»التصوير» فقط كما هى العادة الآن..! ً

والشرطة ألقت القبض على المتهم.. وسيكون هناك من يتعاطف معه أيضا، فالموازين انقلبت واختلفت.. والضحايا يتحولون هذه الأيام إلى جناة.. والجناة إلى ضحايا..!!

فوضى أيضا فى الفكر.. وفوضى فى الإدراك وغياب للعقول.

> >>

ويوم تعيس لكرة القدم.. يوم حزين للرياضة فى العالم.. فليس من أجل هذا تلعب كرةالقدم.. فالجماهير الكروية الغاضبة لهزيمة فريقها فى مباراة فى إندونيسيا اقتحمت الملعب بـالآلاف.. وحاولت الشرطة فض الجموع بقنابل الغاز والدخان.. وتساقط الضحايامن جراء الاندفاع والتزاحم، وبلغ عدد الضحايا ١٢٩ قتيًلا فى كارثة سيتوقف العالم أمامها كثيرا.. وفى كارثة يمكن أن تحدث فى أى مكان، فجمهور كرة القدم المتعصب مسلوب الإرادة .. وكرة القدم لم تعد فى حقيقتها نوعا من الرياضة انها تحولت إلى فتنة.. وفتنة متحركة ومدمرة.. وعندما يغيب الوعى فانتظروا كل المصائب..!

> >>

وأخيًرا: أجمل ما تقدمه لإنسان هو أن تجعله يطمئن

> >>

وإياك أن تضع مفتاح سعادتك فى جيب شخص آخر

> > >

وأحيانا ُ نصر على الصمت لأن هناك أشياء لا يعالجها الكلام

> >>

ولولا فكرة وجود الله والاستعانة به وقت المصائب، لولا الاستغفار، لولا الهرع إليه فى الصلاة والدعاء ببكاء وخشوع، لا أعلم أين كنا سنذهب بهذه القلوب القلقة الخائفة.

Sayedelbably@hotmail.co.uk

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.