21 سبتمبر، 2024 - 11:28 م

«جدرى القردة».. والاحتكام للتاريخ.. وأخلاق القرية.!

1 min read

                              بقلم : السيد البابلى

والرعب يعود إلى العالم مرة أخري.. فبعد أن بدأنا نستنشق الحياة ونخرج من جائحةكورونا ونستعيد الوعى ونقيم الاحتفالات والليالى الملاح ابتهاًجا بالنجاة فإن الذينيخططون ويدبرونه وينفذون فى الحكومة الخفية التى تدير المصائب والكوارث من وراءستار لم يشعروا بالرضاء عن حجم الخسائر البشرية من وراء الكورونا وقرروا أن يمضوافى خططهم التى تهدف إلى تقليل سكان العالم وحصد مزيد من الأرواح وسط قناعاتوتأويلات وربما خزعبلات عن ضرورة التخلص من ربع سكان العالم على الأقل حتى يمكنللبقية أن يجدوا الغذاء والدواء والحياة. وهم الآن يتحدثون عن فيروس جديد قادم بدأ فىالانتشار فى العديد من دول أوروبا وهو المسمى «بجدرى القردة».. وهو فيروس كان نادراحدوثه، وينتقل من الحيوان للإنسان ومن الإنسان لآخر.. ويبدأ بنوع من الحمى والصداع وتضخم الغدد الليمفاوية والشعور بآلام فى الظهر وفى العضلات وفقدان للطاقة. ومنظمةالصحة العالمية هى التى أعلنت عودة هذا الفيروس للظهور، ولكنها حتى الآن لم تحددمصدره، ولا كيفية الوقاية منه، وقد لا نعرف ذلك إلا عندما ينتشر الفيروس ويعبر الحدودبكثافة، ويضرب ضحايا جدًدا. وإذا فشل فيروس «القردة» فى أن يؤدى مهمته، فسوفيظهر فيروس آخر وآخر لأن الحروب لم تعد قائمة لتحصد أرواح البشر على الشكل الذىكانت عليه من قبل ولأن الناس يتزايدون.. والفيروسات ستحقق الهدف وتكمل المهمة وهذاليس وحى الخيال كما كنا نعتقد من قبل.. هذا ما نراه بأعيننا الآن..!

> >>

ونذهب إلى قضايانا وحواراتنا الداخلية.. ونتحدث فى هذا عن الحراك السياسى القائمالآن.. ونؤكد ونذكر بدروس التاريخ.. فالتاريخ لن يعود إلى الوراء بنفس الشخصياتوالأفكار، ومحاولات البعض المزايدة والمتاجرة بالعواطف قد تحقق نوًعا من التعاطفالمؤقت ولكنها لايمكن أن تؤدى إلى تغيير فى وقائع التاريخ ولا فى حقيقة الأحداثومجرياتها، فللناس ذاكرة.. وللتاريخ ذاكرة.. وذاكرة التاريخ هى التى تحكم بناء علىالإنجازات وما تحقق من مشروعات وما تم تنفيذه من أهداف. وذاكرة التاريخ تتحدث بكل الواقعية والتجرد منالعواطف الشخصية.. تتحدث عن إنجازات فى غضون سنوات قليلة لم يكن هناك من يحلمأو يتوقع أن يتم تنفيذها.. فهناك بنية تحتية متطورة لم تكن موجودة.. والعشوائياتأصبحت من الماضى ولا يوجد انقطاع للكهرباء.. ولا نقص فى الخدمات.. ولا اختفاء للسلعالضرورية.. هناك مدن جديدة لمحدودى الدخل وللطبقات المتوسطة وربما سيصل الأمر إلىمسكن آدمى نظيف لكل مواطن.. وهناك طرق تربط بين كل محافظات مصر على أعلىمستوي، وهناك مشروعات قومية عملاقة كان لها تأثيرها البالغ على القضاء علىالبطالة.. وهناك بلد ينمو ويتوسع فى زراعة الصحراء ويعمل على الوصول إلى الاكتفاءالذاتى فى إنتاج طعامه.. وهناك مشروعات لم تحدث من قبل لتطوير القرى والنهوضبها.. وهناك إصرار على الوصول بمصر إلى ما يستحقه شعبها من مكانة وتقدير. وإذاكان التاريخ هو المعيار فإن ما تحقق خلال سنوات قليلة لم يتحقق طيلة عقود طويلةخضنا وجربنا فيها الكثير من الأفكار والنظريات ولم نصل فيها إلى ما نتمناه فى ظلسياسات كانت تقوم على أساس ترحيل المشاكل وعدم مواجهتها وهى السياساتالخاطئة التى أدت إلى خلق قناعات أصبح البعض معها ينظر إلى هذه المشاكل والقضاياعلى أنها جزء من الثوابت الوطنية دون إدراك خطورة التأجيل وعدم إيجاد الحلول. ً ولأنالتاريخ هو الحكم.. فإن التاريخ سيذكر دائما أن عبور هذه المرحلة هو فى حد ذاته إحدى المعجزات.

> >>

ونتحدث عن أخلاق القرية.. والقرية المصرية لها أخلاقها وتقاليدها وجمالها.. والقريةالمصرية كانت تخلو من جرائم وحوارات أهل المدن لأن قيمها وعاداتها ورجالاتها كانتكفيلة بالتصدى للجرائم والخروج على المألوف.. ولكن.. وآن من لكن.. القرية لم تعد قرية.. و»الإنترنت» الملعون بشبكات التواصل الاجتماعى أجهزوا على ما تبقى من أخلاقالقرية.. والجرائم الغريبة التى تحدث فى بعض المحافظات أصبحت تنذر بالخطر، فقدانتشر «العناتيل» وجرائمهم وغزواتهم ونزواتهم التى تنشر بفيديوهات عبر «الإنترنت» وزادت المعاكسات وارتفعت نسب الطلاق.. ووجد كل «مستريح» ضالته فى بيئة خصبةأصبحت غنية بالتطلعات والناس التى تبحث عن الفلوس بدون تعب..، وزاد على ذلكوجود نماذج جديدة لشباب ضل معالم الطريق و أصبح أسيًرا لثقافة المقاهى وجنون«التيك توك». وفى حادثة أخيرة فى قرية منصورة نامول التابعة لمركز ومدينة طوخبالقليوبية فإن ثلاثة من الشباب أمسكوا بأحد ذوى الهمم وقاموا بتكبيله والتنمروالسخرية منه، وزادوا على ذلك بلمس أجزاء حساسة من جسده، وقاموا بتصوير ذلك فىفيديو وضعوه على «التيك توك». ولأن مفهوم العمل الأمنى قد تغير الآن، فإن الشرطة التى تتابع وتشاركالمجتمع همومه ألقت القبض على المتهمين والنيابة قررت احتجازهم والتحقيق معهم فىقضية تفسر وتوضح أن هناك رياًحا خبيثة تعصف بمفاهيم القرية وأخلاقها وتهددالسلام الاجتماعى فى محافظات مصر التى فى حاجة ًإلى البحث عن كيفية عودةالوعي.. وعودة القرية وأخلاقها التى كانت عنوانا لكل معانى الجمال فى الريف الأصيل.

> >>

ومين يصدق.. أم فى محافظة أخرى بالوجه البحرى تقوم بحبس طفلتها فى صندوقالسيارة حتى فارقت الحياة لأن الطفلة الصغيرة «٤ سنوات» شاهدت أمها فى لحظاتالرذيلة وخافت الأم أن ًتفضح الطفلة سرها..!! والعقاب الإلهى جاء سريعا.. فضيحة وحبل المشنقة أيضا..

Sayedelbably@hotmail.co.uk

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.