«جبنا حقهم»..والمستريح والطمع..وبودى جاردات«أسماء»..!
بقلم : السيد البابلي
نبدأ بأهم القضايا.. بالرجال فى سيناء.. بأبطال قواتنا المسلحة الذين رفعوا شعار «يانجيب حقهم.. يا نموت زيهم».. وهم يبحثون عن القصاص من قتلة الشهداء فى سيناء.. وهم يتحركون فى حملات أمنية عسكرية لتعقب القتلة من الإرهابيين ومحاصرتهم والقضاء عليهم. لقد أقسم الرجال على أن يحصلوا على حق الشهداء ونفذواما وعدوا به لم يمض وقت طويل قبل أن ينجحوا فى الوصول إلى الإرهابيين الذيناستهدفوا الكمين الأمنى لمحطة مياه فى سيناء وهو الهجوم الذى استشهد فيه ١١جندًيا وضابًطا. ونجاح قواتنا المسلحة فى حصاد الإرهابيين والثأر للشهداء هو رسالة لكلعناصر الإرهاب والحقد الأسود بأن دماء الشهداء التى ارتوت بها أرض سيناء خلالمعارك الدفاع عن الشرف والكرامة التى شهدتها هذه القطعة الغالية من أرض مصًرالمقدسة ستظل دافًعا لنا للحفاظ على الأرض ومصدًرا للقوة وأكسيًرا للحياة وتأكيدا علىأن مصر لن ترضخ يوما للإرهاب ولن تقبل أى تهديد ينال من أرضها وسيادتها على كل شبر من أراضيها. والرجال من الأبطال لم يأتوا بحق الشهداء فقط وإنما بحق مصر كلها فى مواجهة من يرفع السلاح فى وجه أبنائها.. الرجال انتصروا لمصر.. ومصر انتصرت برجالها.
>>>
ونعود إلى قضايانا وحواراتنا الداخلية.. ونتساءل ما الذى يمكن أن نقوله للناس حتى لايتكرر وقوعهم فى أيدى النصابين والأفاكين الذين يخدعونهم بالادعاء بمقدرتهم على توظيف أموالهم بعائدات خيالية. ان الدولة وفى محاولة لكبح جماحالتضخم.. وفى محاولة لتأمين الاحتياطيات المالية.. وفى محاولة لمساعدة المواطنين علىمواجهة ارتفاع الأسعار، قامت من خلال البنوك الوطنية برفع أسعار الفائدة على المدخراتإلى ١8٪، وهى فائدة مرتفعة للغاية ولاتوجد فى أى دولة أخرى وتقدم عائًدا لايمكنلأىمشروع من أى نوع الوصول إليه أو تحقيقه بسهولة. ومع هذه العائدات البنكية الهائلةفإن البعض مازال يبحث وينخدع بالحديث عن عائدات أكبر عبر توظيف الأموال كما حدثمع «مستريح» أسوان الذى خدع الجميع واستولى على حوالى مليارى جنيه فى غضونأشهر قليلة بعد أن أقنع الأهالى ببيع «مواشيهم» إليه بزعم أنه سيبيعها لهم ويمنحهمعائدات مالية مرتفعة، وبعد أن انكشف أمره حاول الهرب وتمكن الأمن من إلقاء القبضعليه. وحادث «مستريح» أسوان تكرر ويتكرر فى العديد من المحافظات وسيظل يتكررطالما أن هناك قناعات لدى بعض المواطنين فى هذه المحافظات بأن فوائد البنوك ليستحلالا ..وطالما أن هناك بعض أصحاب الاتجاهات الدينية المتشددة هم الذين يسيطرون على الشارع فى هذه المحافظات وهم من يقدمون الفتاوى المضللة التى تمنع الناس هناكعن إيداع مدخراتهم فى البنوك أو التعامل مع أوعيتها الادخارية.. ان حادث «المستريح» فى أسوان يكشف ويؤكد غياب الأحزاب السياسية عن الوصول إلى حوار وتلاحم حقيقىمع الشارع فى المحافظات ،ويؤكد أيًضا أن للشارع قادة رأى من نوع آخر هم الذين يشكلون قناعاته واهتماماته.
>>>
والرأى العام طوال عدة أيام والسوشيال ميديا لا حديث لهم إلا عن أسماء عماد مدرسةالأحياء التى تتحرك ومعها مجموعة من «البودى جاردات» ذهبت معهم إلى أحد المسارحبمنطقة رمسيس فى قلب القاهرة لتحاضر من خلال أداء وعمل مسرحى عن مادة الأحياءلطلاب الثانوية العامة، وأسماء تبرر حضور «البودى جاردات» بأن الهدف كان السيطرةعلى الأعداد الكبيرة التى حضرت من الطلاب ومنع وقوع أى حوادث بسبب الزحام، علاوةعلى أنها كما تقول تكفلت بإيجار المسرح ولم تتقاض مقابلا مادًياً من الطلاب..! وما قامت به أسماء أصبح مألوفا فى أماكن عديدة، «فالسناتر» التعليمية لم تعد كافية ولا توجد بها مساحة ملائمة لاستقبال طلاب الدروس الخصوصيةوأصبح هنًاك بديل آخر يتمثل فى تأجير قاعات الأفراح لاستيعاب الطلاب..! وهناك أيضا نجوم وأسماء بعينها للدروس الخصوصية فى كل مادة وهؤلاء هم من يبحث عنهم الطلاب.. وبعض هؤلاء النجوم من الأساتذة أصبح يتحرك محاطا بفريق من المساعدين والأتباع يوفرون له الحماية و»الهيبة» ويتولون التنظيمأثناء المحاضرة التى تمتد لعدة ساعات والتى فيها.. الشفاء و»البركة» ومفاتيح النجاح قبل الامتحانات..! ولا عزاء فيما نقوله للتعليم.. ولا لمحاولات وزارة التربية والتعليمالتصدى للدروس الخصوصية و»السناتر» فالمعركة خاسرة لأن قناعات الأهالى يجب أنتتغير قبل أن يتغير النظام التعليمي.. ولأن الناس «عاوزة كده».. الناس مبسوطة كده.. الناس عاوزة تدفع.. وعاوزة المجموع.. والأساتذة أيًضا عاوزة كده.. فلوس «بالهبل».. يقولوا لأ.. ليه؟!
>>>
ومادمنا نتحدث عن الفلوس التى تتكلم.. ومن عنده الذهب إليه الناس قد ذهبوا.. ومن ليسعنده الفضة ترى الناس عنه قد انفضوا، فالمال هو اللسان لمن أراد فصاحة.. والمال هوالقوة والنفوذ وقلب الحقائق وإسقاط جميع التهم.. والولد المسكين الشاب فرد الأمن الذى تعرض للضرب والإهانة فى أحد «الكمبوندات» السكنية فى المقطم ،وانتفضنا جميًعا للوقوف معه ولمحاولة أن يحصل على حقه بالقصاص العادل.. والنائب العام أمر بالقبضعلى المتهم وتحويله لمحاكمة سريعة لينال العقاب اللازم..! ولكن.. النهاية كانت كما توقعناوكتبنا.. النهاية كانت فى التصالح والتنازل و»جبر الخواطر» بالتعويض أو بالوعود.. المهم القضية انتهت والصلح خير.. وخير فى سلامة وسلامة فى خير.. وضرب الحبيب مثل أكل الزبيب.. وكله بتمنه..!
Sayedelbably@hotmail.co.uk