21 سبتمبر، 2024 - 8:17 م

«الحملة الغامضة».. والإسراء والمعراج..ومصطفى محمود

                           بقلم : السيد البابلى

قبل عدة سنوات فإن المفكر والباحث الإسلامى القدير الدكتور مصطفى محمود عليه رحمةًالله كتب مقالا هاماً يتساءل فيه عن حقيقة ما يكتب ويقال عن الإسلام وعن رموزه حيثتساءل «هـل الأمــر مقصود أن نفقد هويتنا المسلمة رويداً رويداً حتى ننسلخ منهاويتكون جيل مسلم لا يعلم عن إسلامه شيئاً.. هل المقصود من هذا هو انتشار الإباحيةوالفجور والأخلاق السيئة وعدم نشر العلم الصحيح؟

ومضى الدكتور مصطفى محمود يقول.. لماذا  يكتب الكتاب المسلمون فى التاريخ عن غيرالمسلمين.. وعندما يكتبون عنهم يكتبون بكل أدب وبعين الإجلال والتعظيم، أما من فتحواالبلاد وحـرروا العباد ونشروا العدل والمساواة بين الناس لا يذكر لهم ذكر..! وطـرح الدكتورمصطفى محمود فى مقاله أمثلة من الشخصيات العربية فى تاريخنا العظيم مــن بينها أعـظـم قـائـد عسكرى فـى الـتـاريـخ خالد بـن الوليد الــذى حطم امـبـراطـوريـتـى الـــروم والــفــرس فـى خمس سنوات فقط، والخليفة عمر بن عبدالعزيز فى الدولة الأموية الذى كانيحكم من الصين والهند إلى الأندلس ونشر فيهم العدل جميعاً وصاحب المقولة الشهيرة«انثروا القمح على رءوس الجبال للطير كذلك حتى لا يقال جاعت نفس فى عهد عمر بنالعزيز»، والفاتح عقبة بن نافع الذى وصل بخيله إلى المحيط الأطلسى حتى غاصت قوائمخيله بالماء ونادى بصوت عال قائًلا «اللهم أشهد أنى قد بلغت المجهود، ولولا هذا البحرلمضيت أقاتل من كفر بك حتى لا يعبد أحد غيرك» والتفت عائداً. والدكتور مصطفى محمودالـذى تحدث فى مقاله عن عديد من الشخصيات الإًسلامية ذات التأثير والمكان اختتم مقالهقائلا «هؤلاء هم أبطالنا الحقيقيون، علموهم لأطفالكم فلسنا كمن لا تاريخ لهم كمايحاولون إيهامنا بذلك حتى يحطمونا ثم يستعبدونا.. فمن لا تاريخ له لا مستقبل له

>>>

ويبدو أن الدكتور مصطفى محمود كـان يقرأ ويستشف المستقبل فقد أتانا اليوم من يشككفى  القرآن الكريم ومن يدعو إلى عدم وجود علماء للدين ومن يحاول تدمير وتشويه كلالرموز..ومن يدعونا إلى عدم الإيمان بالدين أيضاً..! فأحد الإعلاميين من الذين انشغلوابالنبش فى الماضى والتشكيك فى أمور الدين قال عن معجزة الإســراء والمعراج إنها قصةوهمية.. وسخر أيضاً مما يقوله الشيوخ عن عدالة سيدنا عمر وعصرهً.. ودعا إلى عدمتصديق ما يقولًه الشيوخ قائلا إن ٩٩٪ منها قصص كاذبة قائلا «المسلم الحالى فى عام٢٠٢٢ مش محتاج رجل دين أو شيخ فى حياته»..! وما يقوله هذا الإعلامى خطير وبالغالخطورة وهو الفتنة.. كل الفتنة بكافة أبعادها، فقد وصل الأمر إلى حد التشكيك فىمعجزة الإسراء والمعراج التى اختص بها الله سبحانه وتعالى نبيه محمداً عليه الصلاةوالسلام. والإمـام الأكبر شيخ الأزهر أوضح أن الإسراء والمعراج معجزة إلهية يعجز العقلالبشرى عن مجرد تصورها. ومفتى مصر الدكتور شوقى عـلام قـال إن المعجزة حدثت قطعاًلأن الـقـرآن الكريم أخبرنا بذلك ولا يجوز إنكارها بأى حال من الأحـــوال فقد قـال عـز وجـل«سبحان الـذى أسرى بعبده ليًلا من المسجد الحرام إلى المسجد  الأقصى الذى باركناحوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير». ومركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونيةقال إنها معجزة كبرى تذكرنا بقدرة الله سبحانه وتعالي.

>>>

وما يقوله هذا الإعلامى وما يدعو إليه وما يصر على تفجيره لا يخدم الإسلام ولا يساعدفى أى قضية أو مسار تنويرى بل هو ترديد لمزاعم وافتراءات عدد من المستشرقين الغربيينالذين ظلوا يرددون هذه الأحاديث طيلة عدة عقود بهدف النيل من الإسلام وزعزعة عقيدتهمالتى هى أساس قوتهم ومصدر طمأنتهم وسلامهم الاجتماعي. إننا لا نــدرك مـا هـوالـهـدف مـن هـذه الحملة الغامضة المستفزة التى لن تزيدنا بـإذن الله تعالى إلا تمسكاًبديننا واعتزازاً برموز وأبطال الإسلام وعلماء الدين الأفاضل فليس فى الإسلام ما يسمىبرجال الدين ولكن هناك علماء للدين يقدمون لنا النصيحة ويحرصون على أن نتفهم علومالدين وديننا من القوة وقادر على امتصاص كل هذه الدعوات الغريبة التى لن تكون أكثرمن دخان فى الهواء وفرقعات إعلامية لبعض من الضالين الذين ندعو لهم بالهداية.

>>>

ونعود لدنيا الـواقـع.. ونتناول بالتعليق ما يثار حول قرار البنك المركزى الأخير بوقفالتعامل بمستندات التحصيل والعمل فقط بالاعتمادات المستندية بدءاً من مارس القادم.. وهــو الـقـرار الــذى يهدف لوقف الاستيراد العشوائى وضبط إيقاع السوق. وقــد يكونهــذا الـقـرار مبنياً على تجارب سابقة تتعلق بمخالفات وتـجـاوزات تتعلق بالاستيرادولكنه قـرار يحتاج إلى مراجعة وحوار شامل مع قطاع الأعمال والمستوردين قبل أن نستيقظ لنجد أن هـنـاك زيـــادات وطفرات كبيرة فى الأسعار سوف تنعكس علىالمستهلكين لأننا وجدنا فى النهاية من يدفع فاتورة هذه المتغيرات فى السياسات والقرارات. والـحـوار مع قطاع الأعـمـال قد يكشف عن جـوانـب وضـمـانـات أخـــرى ويـريـح الجميع ويضمن ثبات واستقرار الأسعار، ولا يوجد ما يمنع تأجيل القرار لحين الانتهاء منالحوار.

>>>

والحمد لله.. انتهت مـبـاراة الأهلى المصرى والهلال السودانى على خير بالتعادل السلبي،فقد كانت الأجواء مشحونة، ومواقع التواصل الاجتماعى لديها القدرة لتحويل المنافسةفى مباراة كروية إلى معركة على كافة الجبهات تضيع فيها الأخـــوة والـعـلاقـات بـينالــدول وينسى فيها الجميع مـا بـين «الأشــقــاء» من روابــط..! إن البعض كان فىتعليقاته ينفث سماً قاتًلا وتعصباً بغيضاً.. والصورة لم تكن حلوة على الإطلاق..!

>>>

وأخيراً:

> من فينا بخير.. كلنا نتظاهر وحسب.

>>>

>> ويا صديقى إن قلوب الناس مكتظة بأمور يجهلها حتى أعز الأقرباء فكن لطيفاً.

>>>

>> وما أجمل أن تعطى وأنت تعلم أن المقابل ليس من الناس بل من رب الناس

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.