بقلم : السيد البابلى
كان لابد أن أذهب إلى «الفيسبوك» وإلى «التيك توك» وإلى كل مواقع التواصل الاجتماعى لأبحث عنهم وأتابع ماذا سيقولون بعد فشل محاولات التحريض والفتنة التى كانوا يتوقعون أن تؤدى إلى انفلات جديد فى مصر وإلى فوضى من نوع آخر.. ولم أجدهم.. وجدت البعض منهم وقد انتقل من مرحلة التحريض إلى الهجوم على الناس الذين لم يستجيبوا له.. ووجدت آخر يعترف بالفشل.. ورابعاً يدعى أن الناس قد استجابت له وأن الإعلام المصرى يتجاهل ما حدث.. ووجدت فيلسوفاً لهم يواصل الحديث والتأكيد على أن البلد سوف تسقط حتما وأنه فى انتظار اليوم المشهود..!!
وهم.. هم لايبحثون عن الأفضل لنا.. هم لا يسعون إلى التغيير.. هم لا يرون الصورة الحقيقية على أرض الواقع التى لا يخترعها الإعلام ولا يروج لها.. هم لا يدركون أننا نتعامل مع الأزمـة الاقتصادية بواقعية وبفهم وبصر.. هم لا يعرفون معنى أن تكون مصرياً ترفض التضحية بانجازات بلادك وتحافظ عليها.. هم لا يرون كيف عاد قادة العالم إلى مصر.. وكيف كانت مواقفهم تجاه القيادة المصرية.. هم لا يستوعبون أن الاستقرار فى مصر والأمان فى مدنها وشوارعها قد فرض واقعاً جديدا فى العلاقات والتعاملات الدولية.. هم يصروا على العزف على الأوتار القديمة بالحديث المعاد والمكرر عن حقوق الإنسان.. بينما لا يدركون أن حقوق الإنسان تبدأ بتوفير احتياجاته الأساسية لحقه فى الحياة وهـو ما يستوجب فى أحيانكثيرة.. أن يكون الكل أهم من الفرد.. والفرد من أجل الجميع.. والمجتمع كله من أجل أن يحققالمستحيل فى توفير سبل العيش الكريم.. والحمد لله.. أنهم اختفوا.. وضاعوا والتزم بعضهم الصمت خجلا.. وذهـب البعض الآخـر يتحدث ويخاطب نفسه.. ويصفق أيضا لما يقوله وكلهم يتساقطون كأوراق الشجر فى الخريف..!
> >>
وأعود لدنيا الواقع.. أعود للبلد الذى نسابق الزمن فى إعادة بنائه من جديد.. نعود للشباب الذى يقود التغيير فى كل المجالات.. ونتحدث عن القيمة الأساسية التى يجب أن نحرض عليها.. وهى قيمة العمل والالتزام.. والابـداع.. وأقول ذلك تعليقاً على ما ذكره لى أحد الأصدقاء فى مدينة من المدن السكنية العمرانية الجديدة حيث يعانى معاناة كبيرة فى توفير العمال لانجاز مشروعاته.. حيث يجد اهمالا فى الالتزام بمواعيد العمل.. وغياباً أو انقطاعاً عن العمل بدون اخطار ورغبة متواصلة فى الحصول على امتيازات واستحقاقات مالية دون أداء أو عمل يذكر وما يقوله هذا الصديق يعكس أسلوباً وفكراً وسلوكاً شائعاً يجب أن يتغير فالعامل يواظب على العمل حتى يتقاضى أجره فيغيب يوماً ويأتى آخر.. وبعضهم لا يعود للمواظبة فى العمل إلا عندما ينتهى ما معه من مال.. وأصحاب الحرف والمهن المطلوبة كالسباكة والكهرباء والنجارة أصبحوا فى أحيان كثيرة عملة نادرة ..لأنهم لا يريدون العمل فى المدن السكنية البعيدة بكل ما يعنيه ذلك من مكاسب مادية ويفضلون أن يكونوا على مقربة من الازدحام والمقاهى والعمل ساعة والراحة عشر ساعات..!
إن الناس أدمنت على ما يبدو «الدلع» وبعضهم يبحث عن حقوقه فقط دون أن يكترث بمسئولياته وواجباته.. ويسأل عن الامتيازات والحوافز والتقدير أيضا دون أن يسأل ويحاسب نفسه عما قدمه.. وما يستحقعليه التقدير..!
> >>
والشريفة العفيفة وصلت يا بلد..! والحكاية فى قرية من قرى محافظة الشرقية حيث حمل الاب ابنته على كتفه وطاف بها شوارع القرية مزهوا بها بعد أن أظهر تقرير الطب الشرعىعذريتها ردا على زوجها الذى قام بتطليقها بعد يوم واحد من الزواج بحجة أنها لم تكنعذراء..!
والرجل الذى سار فى شوارع ًالقرية ومعه مسيرة حاشدة من الأقارب والأصدقاء الذين نظموا احتفالا شعبياً كان يريد ويبحث عن استرداد شرفه وكرامته أمام أهالى القرية.. كان يريد ويصيح ويؤكد أن الشريفة العفيفة ابنته قد وصلت بعد أن أنصفها الطب الشرعي.. كان فى مسيرته يحارب الظلم والجهل من زوج عاجز تافه طرد ابنته وحـاول تشويه سمعتها.. كان يترجم كل مشاعر الاب.. الاب المستعد دائماً لأن يقدم ويفعل المستحيل منأجل سمعة أبنائه.. وشرفهم.. الاب الذى يحمل داخله مخزوناً هائلا من العواطف يظهر ويتجلى عند الشدائد وعندما يقترب أحد من صغاره.. والشريفة العفيفة.. وصلت وشرفت أبوها ورفعت رأسه أيضا رغم كل ما صاحب ذلك من مظاهر ومواقف غير حضارية وغير إنسانية أيضا..!
> >>
ومن أجمل ما كتب ومن أجمل ما يعلمنا الحكمة.. الكلمات والعبارات.. فقد ضاع حذاء طفل فى البحر فكتب الطفل على الشاطيء هذا البحر لص وليس ببعيد منه كان رجل صياد وقد اصطاد الكثير من السمك فكتب على الشاطيء أن هذا البحر كريم وغرق شاب فى البحرفكتبت أمه على الشاطيء أن هذا البحر قاتل ورجل عجوز اصطاد لؤلؤة من البحر فكتب على الشاطيء أن هذا البحر سخى ثم جاء الموج العالى فمسح كل ما كتب على الشاطيء واستمرت الحياة، لذلك لا تشغل بالك بكل ما يقوله الناس فالكل يقول ما يصل إلى ذهنه فقط، وامسح الخطأ لتستمر الاخوة ولا تمسح الاخوة ليستمر الخطأ.. وإنما الناس بحارفلا تحكم على أعماقهم وأنت لا ترى إلا شواطئهم.
> >>
والممرضة أرادت التخلص من حياتها فى كفرالشيخ فألقت بنفسها من الطابق السادس فسقطت على فرد أمن كان واقفا.. والمسكين لقى مصرعه فى الحال.. أما الممرضة فقد اصيبت ببعض الكسور وكتبت لها الحياة..! ولكنها ستكون حياة الندم التى لن تـدوم طويلا حتى وان شفيت من جراحها.. !
Sayedelbably@hotmail.co.uk