بقلم : السيد البابلى
وفى بداية هذا العام، أشهدك يا الله أنك أكرمتنى وسترتني، وأعطيتنى من فضلك الواسع،وأنعمت على بكرمك وجودك، وأحمدك على كل مرض غفر ذنب، وكل ابتلاء رفع مقام، وكل عسر جاء معه يسر، وكل منع كان هو نفسه عين العطاء.
وأسألك يارب فى هذا العام الجديد ستراً وعفواً وقرباً إليك، وأسألك العوض، العوض عن كل سوء رأيته، وأسألك يارب أن تجعلنى لك كما تحب أنت، ولكل أحبتى واخوانى أن تسعدهم وتغفر لهم وتعفو عنهم.
> >>
ومن الدعاء والاستغفار فى بداية عام جديد نتمناه سعيداً إلى الاحتفالات بليلة رأس السنة التى مرت بنا فى سلام وأمان، فالناس احتفلت، كل على طريقته.. فى التجمع الخامس بالقاهرة كان هناك الآلاف يغنون، يرقصون، يتعانقون، وفى الكوربة بمصر الجديدة كانمحور احتفالات رأس العام.. وبجوار برج القاهرة كانت الألعاب النارية تضيء سماء القاهرة.. والناس عبرت عن فرحتها، وعن حبها للحياة، ومن لم يستطع أن يخرج إلىالشارع جلس فى البيت يطالع ويشاهد حفلا غنائياً هائلا هو الأول من نوعه الذى ضم كل مطربى العالم العربى من قمم الغناء.. حيث تبارت المطربات فى استعراض مواهبهن الجديدة فى الرقص قبل الغناء.. حيث أدركنا أن الزمن يعود بهن إلى الوراء فلا أثر لرحلةالعمر.. ولا علامات على تقدم فى السن ولا ملامح توحى بأنهن قد تجاوزن مرحلة الشباب وكله جديد فى جديد.. نيولوك جديد ووجوه جديدة وأجساد جديدة أيضا.. ومهارات فى جذب الانتباه ومغازلة الجمهور واستعراضات حية للفتنة والجمال.. و»الفلوس» تظهر أحلى ما فينا..!
> >>
وبينما الناس تحتفل وترقص وتغنى فإن هناك من وقفوا فى الشوارع.. فى الميادين وفى كل مكان لتأمين الاحتفالات وتوفير المناخ الآمن وحمايتنا من أى مفاجآت فقد كان هناك تواجد أمنى مكثف وظاهر وانتشار فى كل مكان.. كان هناك رجال من أمن مصر.. منالرجال الذين لا نتوقف عن تقديم الشكر لهم لأنهم مصدر راحتنا.. ومصدر اطمئناننا.. ومصدر استقرار هذا البلد العظيم.. وهم الذين يتحملون كل العواقب ويدفعون ثمناً لأخطاء غيرهم.. هم الرجال الذين إليهم تتجه الأنظار دائماً وهم الثقة فى عبورنا كل الأزمات بأمان.
> >>
وبينما الناس أيضا تحتفل أو تستعد للاحتفال كان وزير قطاع الأعمال العام المهندس محمود عصمت فى زيـارة مفاجئة وجولة تفقدية داخـل الشركة العامة لصناعة الورق(راكتا) بالإسكندرية عندما فوجيء بسوء حالة المبانى والورش والعنابر وعدم صيانة معدات الانتاج والاهمال الذى بدأ يضرب بجذوره فى كل مكان.. والوزير وجه بإقالة مجلس إدارة الشركة ومحاسبة المقصرين. وجولة الوزير التفقدية كشفت عورات المكان وهى ضرورية فى كل شركة ومصنع للانتاج فى كل مكان إذا كنا نسعى لاحياء الصناعة وأن يصبح الانتاج المحلى مشروعاً قومياً لمصر.. فلدينا كل الامكانيات ولا ينقصنا إلا الإدارة الواعية التى تجيد استغلال وتوظيف كل أدوات الانتاج.. ولا نريد أن نسمع أعذاراً وحججاً واهية.. نريد انجازاً وعمًلا وأفكاراً خارج الصندوق لتحسين الانتاج.. وهذه هى الإدارة المطلوبة.. ولا مكان لمن يتقاعس أو يفشل فى تحقيق الهدف المطلوب..!
> >>
وتعالوا نفخر بأبناء مصر تعالوا نشيد بالتعليم الحكومى الذى أفرز طفًلا عبقرياً مصرياً اسمه إبراهيم أحمد (١١ عاماً) تمكن من حصد المركز الأول على مستوى العالم فى المسابقة الدولية للعباقرة التى اقيمت فى أبوظبى بمشاركة ٣٥ دولة عربية وأجنبية بعد أن تمكن من حل ست مسائل وألغاز حسابية خلال أربع دقائق فقط. والعبقرى المصرى هو طالب بمدرسة الصفا التابعة لإدارة بولاق التعليمية وهو نتاج التعليم الحكومى الذى تتوافر له أركان النجاح إذا كانت هناك تعاون وتنسيق بين المدرسة والأسرة والمدرسة قامت بما عليها والأسرة كان على مستوى المسئولية حيث تابعت توجيهات المدرسة وترجمت ذلك فى عناية ورعاية مستمرة مكنت هذا الطفل من تخطى العديد من الدورات التعليمية والمسابقات قبل أن يصل إلى المسابقة الدولية فى أبوظبى فى تأكيد على أن التعليم الجيد بتعاون الأسرة يمكن أن يحققالمعجزات ولا يكلف الكثير..!
> >>
وفنان هو رائد نشر العنف والبلطجة فى أعماله الفنية يقول عن العام الجديد «اللى فات بلطى واللى جاى جمبري» فان هذه هى ثقافة التوك توك والميكروباصات التى نتحدث عنها الثقافة التى صنعت نجوماً أصبحوا قادة للرأى ومصدر إلهام وقدوة للشباب والذىلا نعرفه كيف وعلى أى أساس يتم استضافتهم وتكريمهم والاحتفاء بهم فى كل البرامج والترويج لأعمالهم أيضا.. انها أكبر عملية اغتيال جماعى للوعى والعقل والتربية..!!
> >>
وستظل مهنة الطب دائماً رسالة وأمانة.. والطبيب الكبير سنا وعلماً ومقاماً ادرك أن حالة مريضه النفسية أسوأ من حالته الجسدية فهو لم يجد فيه علة ما أو مرضا عضالا ولكنه اكتشف فى داخله تراكمات السنين ويأس الحاضر.. فقرر أن يترك ً عيادته وأن يمر عليه فىمنزله وأن يقضى معه وقتا طويلا.. وأن يعيد إليه الأمل والتفاؤل.. والمريض فوجيءبالطبيب أمام باب بيته.. المريض فى لحظات تحول إلى إنسان آخر.. الكلمات الطيبة الصادقة أخرجته من عزلته.. اليد الحانية التى امتدت إليه كانت طوق النجاة.. والطب ليس علماً للدواء فقط.. إنه علم ومعنى للإنسانية.
> >>
وأخيراً: لا أحد مسئول عن حياتك، لا أحد سيراعيك أو ينقذك، أو يحدث تغييراً فى وضعك،لا أحد سيركض لمساعدتك، ما لم تحمل زمام حياتك بنفسك فلن يهتم بك ً أحد، قد كبرت فلاتقبل أن تمارس دور الضحية لست مسئولا عما أصابك ولست مسئو ًلا عن البيئة التىوجدت فيها، لكنك مسئول عن عدمانقاذ نفسك
Sayedelbably@hotmail.co.uk