18 أكتوبر، 2024 - 4:53 ص

عدالة «الفيسبوك».. وبطلات مصر.. ويا حبيبى يا أخويا

1 min read
الكاتب الصحفي السيد البابلى

الكاتب الصحفي السيد البابلى

                   بقلم : السيد البابلى

عندما أقدم شاب على قتل فتاة ذبحاً أمام جامعة المنصورة فإن الرأى العام كله كان فىحالة من الإجماع على ضرورة تقديمه إلى محاكمة عاجلة وإعدامه فى نفس المكان.. وقادت«السوشيال ميديا» حملة التعاطف والبكاء على عروس المنصورة «نيرة» ضحيةالحادث. ولأن الحادث كان مروعاً وكان قاسياً ومؤلماً فإن العدالة الناجزة اقتصت للضحية وقضت بإعدام القاتل وإحالة أوراقه إلى المفتى لتبدأ بعد ذلك مرحلة تحول غريبة مثيرةصادمة على الفيسبوك بسيدات ومحامين يحاولون الضغط والتأثير للعفو عن القاتل أوتخفيف العقوبة عنه رأفة بوالدته وأخواته، وذهبوا فى هذه الحملة الفيسبوكية إلىمحاولة تشويه الضحية وأسرتها والدفع بأنهم كانوا سبباً فى ارتكاب القاتل لجريمته. و»عدالة الفيسبوك» تريد أن تكون هى المسيطرة وتواصل الضغط على أسرة الفتاة لقبولالدية وأحد المحامين تزعم حملة لجمع تبرعات بقيمة خمسة ملايين جنيه لعرضها علىأسرة الضحية.. وسيدات تطوعن لمناشدة والدة الفتاة للعفو عن القاتل.. وحملة من كلالاتجاهات تحولت إلى حملة لتبرير الجريمة وإدانة الضحية أيضاً..! وما يحدث من تحولفى اتجاهات الرأى العام على هذا النحو مخيف ومؤلم لأنه يعكس نقصاً فى المفاهًيم والثقافة وتضارباً فى المعايير الأخلاقية وسوء تقدير لعواقب الأمور وتدخلا مرفوضاً أيضاًفى التأثير السلبى على القضاء.. ولو أيدنا هذا الاتجاه فإننا بذلك ندعو إلى استبدالمحاكم القانون والعدالة بمحاكم الفيسبوك واجتهادات النشطاء وكلام السفهاء..! إن هذهالقضية كشفت عن أخطر ما يمكن أن يواجهنا فى هذه الأيام، وهو أن القاتل يمكن أنيتحول إلى ضحية والضحية إلى قاتل ولا يتطلب الأمر أكثر من بضعة أشخاص على «الفيسبوك» و«التيك توك» وأحاديث متضاربة وروايات متعارضة وضياع للحقيقة والعدالة أيضاً..!

>>>

ونترك الجهل والجهلاء على «الفيسبوك» ونتحدث عن أهل مصر.. عن بطلات مصر.. عنالجيل الجديد الذى لا نعرف عنه الكثير والـذى ظلمناه كثيراً بالتركيز على سلبياته أكثر منإيجابياته.. فهل رأيتم بسنت جمعة فى الجزائر.. هل شاهدتم إصرار وعزيمة إسراء عويسوهى تنافس وتقاتل من أجل ميدالية لمصر.. وهل تابعتم حماس بسنت وهى تبحث عن علممصر لتطوف به تحية لجماهير الجزائر التى وقفت تردد معها.. مصر.. مصر.. تحيا مصر.. هذه المشاهد الرائعة لبطلات مصر فى مشاركات دورة البحر المتوسط بالجزائر أظهرت لناالجوانب القوية فى شخصية الفتاة المصرية من بنات النيل اللاتى يمتلكن الثقة وقوة الشخصية والإرادة فى طريقهن للمنافسة لإعلاء علم مصر.. وليس مهماً الحصول علىالميداليات الذهبية أو الفضية.. فالأهم هو إعادة اكتشاف جوانب القوة والكبرياء فىشبابنا وفى الحماس الذى يترجم كل معانى الانتماء لوطن عظيم اسمه مصر.

>>>

ونأخذكم للزمن الجميل لفايزة أحمد عندما كانت تغنى للأم وللأسرة وللأخ.. وأكتب عنأغنية فايزة الخالدة.. يا غالى عليا يا حبيبى يا خويا، يا أجمل هدية من أمى وأبويا، ياسائل عنى ومدارى عليا، أنا عايشة بحسك وبعطفك ليا، عمرى ما أنسالك كلمة حنية قلتهاعلى دمعة شفتها فى عينيه.. من يوم ما لقيتك أنت أمى وأبويا يا حبيبى ياخويا.. أقربمن روحى وانت بعيد عنى وفى خطوة قلبى إنت أقرب منى. وأنا أكتب جزءاً من كلمات هذه الأغنية بعد أن قرأت عن حادث وفاة هناء«٧٢ عاماً» من قرية الديابية التابعة لمركز الواسطى ببنى سويف والتى تلقت خبر وفاةشقيقها الأكبر الذى يعمل بالسعودية إثر إصابته بأزمة قلبية مفاجئة فسقطت مغشياًعليها ولفظت أنفاسها الأخيرة. وهناء لم تتحمل وفاة «الأخ»، السند الأب الصديق، فالأخ هو نعمة السماء لنا.. وفايزة أحمد كانت تذكرنا بالأخ.. والأيام الجميلة كانت تؤكد علىقيمة ومعنى الأسرة.. وما أحوجنا إلى استعادة كل هذه المعانى وأن تعود الأسرة ويعودالأخ.

>>>

ومن معانى ودروس فايزة إلى الخالدة أم كلثوم ونادى ليفربول الانجليزى الذى لم يجدأفضل من كلمات أغنية لأم كلثوم للتعبير عن سعادته بتوقيع فخر العرب محمد صلاحللنادى الانجليزى مرة أخرى فنشر على صفحته الرسمية كلمات أغنية لأم كلثوم «سنينومرت زى الثوانى فى حبك إنت» ..وهى فعلا كلمات معبرة من ناد عظيم للاعب عظيموترجمة لكل معانى الاحترام والمحبة من نادى وجماهير ليفربول لمحمد صلاح الذى أحدثثورة فى الفكر والعقل الانجليزى. وهنا فى مصر.. كلنا سعادة بأن محمد صلاح قد ظلباقياً مع ليفربول.. مع الجماهير التى أحبته وقدمته للعالم ظاهرة كروية إنسانية رفيعة المستوى.. الجماهير العاشقة التى غنت له وتغنت به ودفعت العالم كله لمشاركتها الإعجاببصلاح الذى قد لا يتكرر مثله مرة أخرى على الملاعب الانجليزية.. وربنا يكرمك أكثر وأكثرويبعد عنك «العين» والناس التى تحسب هوه الاسترلينى بكام؟؟!

>>>

وصديقى دكتور القلب محمد شحتوت منزعج جداً فى رسالة له من إعلاناتو«أبليكاشينز» على مواقع التواصل الاجتماعى تحرض على «المواعدة» والدخول إلىغرف لمحادثات خاصة من إياها.. ويقول إن الأمر جد وجد جداً وليس بالهزل.. وأن الخطريتسلل بقوة إلى كل البيوت ـ وقد لا نملك السيطرة عليه. وكلام الدكتور شحتوت صحيح.. والمصيبة أن الأسرة قد أصبحت خارج الصورة،وخارج دائرة التأثير والتوجيه.. ولم يعدهناك تربية بالمعنى المعروف.

>>>

وأخيراً: >> نادرون جداً.. من يبقون كما عرفناهم أول مرة.

>>>

>> والحيلة والخداع شيمة الحمقى الذين لايملكون عقلا كافياً ليكونوا صرحاء.

>>>

>> واترك المستقبل حتى يأتى.. ولا تهتم بالغد لأنك إذا أصلحت يومك صلح غدك.

>>>

>> وتمعن فى اختيار أصدقائك فأنت تختار صفاً من صفوف المصلين على جنازتك.

Sayedelbably@hotmail.co.uk

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.