22 سبتمبر، 2024 - 7:32 ص

«بيان الداخلية»يوضح.. كيف تحالفت جماعة الأخوان الإرهابية مع الشيطان لتشويه أنجازات الدولة المصرية ؟

رغم فشل كافة مخططاتها عبر سنوات، إلا أن جماعة الإخوان الإرهابية، التي لفظها المصريون ودفنوا أحلامها تحت التراب، لم يكفها مشاهد الدم التي ارتكبتها عناصرها على مدار سنوات، دون تفرقة بين مسلم ومسيحي، عبر معتقداتهم الراسخة بأن الدم هو عقاب من أراد أن يقفوا في وجهها، فقتلوا المدنيين بخسة ووضاعة، واستهدفوا خيرة شبابنا من الجيش والشرطة، كما استهدفوا الكنائس والمساجد، ظنًا منهم بأنهم قادرون على تحويل الأخضر إلى يابس، لكن هذا الأخضر نما وأضحى قويًا صلدًا لا يستطيع أحد أن يحركه من موضعه.
لم يكفها تلك المشاهد، ولم تيأس من كل محاولاتها التي باءت بفشل ذريع، أضحت مثل المذبوح الذي يحرك كل سواعده دون دراية بما يفعل، محاولًا أن يستعيد قواه، فيزيد نحرًا ويتحول إلى جيفة بمرور الوقت، لكنها بدأت تتخذ مشاهد أخرى، فالدم لم يعد كفيًلا كما أنه لم يكن باستطاعتهم فعله، ذلك بعد الضربات الأمنية الاستباقية التي تقوم بها أجهزة الأمن المصرية، استطاعت خلالها شل كافة حركاتهم، وإحاطتهم من كل صوب وحدب.

أبرز تلك المشاهد والتي بدأت باكرًا، وقبيل سنوات، هو بث الخوف في قلوب المصريين، عبر كتائبهم الإليكترونية التي تترصد للمصريين وتحاول إيهامهم بمعلومات ضالة، عبر شائعات مضللة، فقط من أجل إثارة البلبلة في القلوب، وبث روح الفرقة بين المصريين، محاولين انسلاخ المصريين عن قيادتهم السياسية، لكن المصريون، وفي كل اختبار يثبتون أنهم على قلب رجل واحد، مصطفين خلف قيادتهم السياسية ومؤسسات دولتهم العتية على الانكسار.

إذن لم تفلح محاولات التشويه المتكررة، تشويه الإنجازات التي تحققت، أو مؤسسات الدولة التي أقيمت وتعاظمت وأضحت نموذجًا للعمل الجاد والتنمية المحققة، لكنهم لجأوا إلى حيل أكثر خبثًا، في سبيل العودة مرة أخرى في صدارة المشهد، لجأوا إلى العصابات (عصابات النصب والاحتيال)، لجأوا إلى من يشبههم في كل شيء، في سبيل تنفيذ مخططاتهم بعد أن فشلت كل حيلهم في تسويق أفكارهم وأكاذيبهم، لكن أجهزة الأمن كانت كعادتها واقفة أمامهم بالمرصاد.

وزارة الداخلية، أصدرت، اليوم الإثنين، بيانًا هامًا، استطاعت خلاله كشف خيوط المؤامرة التي يسعى الإخوان لها على الدوام، بعد أن كشفت حقيقة التسريب الأخير المفبرك لإحدى مؤسسات الدولة، ونجحت كذلك بتوثيق الزيف والكذب والتشويه بأن وثقت بالصوت والصورة، أطراف هذه المؤامرة.

صناعة الأكاذيب

المتخصص في شئون الإرهاب الدولي، أحمد عطا، يرى أن عملية استهداف مصر من قبل جماعة الإخوان الإرهابية مستمرة، موضحا أن من يظن أن منظومة صناعة الأكاذيب من خلال معلومات غير حقيقية وتسريبات مصنعة، من التنظيم الدولي في تركيا توقفت، أمر غير صحيح على الإطلاق، مؤكدا أن هناك محاولات مستمرة تستهدف كسر حاجز الثقة بين الشعب ومؤسساته لاسيما عقب النجاحات الكبيرة التي حققتها القيادة السياسية والدولة المصرية.

وأضاف عطا، في معرض حديثه لـ«بوابة الأهرام»، أن التنظيم الدولي لديه «فورمات جاهزة» تم صناعتها من خلال إحدى الشركات المتخصصة في أمستردام بهولندا، لإعداد هذه النوعية من الأكاذيب، مشيرا إلى أن عامل الوقت مهم للغاية ويستهدف الدولة قبل 25 يناير، والهدف منه كسر حاجز الثقة بعد الإنجازات الواضحة التي حققها الدولة، منوها أن التنظيم الدولي للإخوان بدأ يعزف حاليا بعيدا عن تركيا.

فخ الوعي المصري

فيما يرى النائب الدكتور ناصر عثمان، عضو مجلس النواب، أن جماعة الإخوان الإرهابية، خلال السنوات الماضية، لم تكف عن محاولاتها لتشويه إنجازات الدولة المصرية، لذا تلجأ لسيناريوهات بديلة في السبيل للوصول إلى تحقيق أهدافها، وفي كل مرة تسقط في فخ الوعي المصري الجمعي.

وأضاف في حديثه لـ«بوابة الأهرام»، أن الضربات الأمنية الاستباقية والتي تكشف محاولاتهم البائسة، جعل الجماعة الإرهابية غير قادرة على الاستمرار في نهجهم المعتاد، لذا لجأت في هذه المرة لتكوين تحالفات مع عصابات النصب والاحتيال، لفبركة تسجيلات صوتية في السبيل لخلق حالة من عدم الثقة بين المصريين ومؤسسات دولتهم، لكن بطريقة حديثة العهد، لافتًا إلى أن كشف وزارة الداخلية لهذه المحاولات أولا بأول يؤكد يقظة الأجهزة الأمنية المصرية وقوتها في ردع هؤلاء.

وبحسب النائب ناصر عثمان، فإن الدولة المصرية تخوض حربًا غير عادية، ففى الوقت الذى تواجه الدولة بكل مؤسساتها أزمة جائحة فيروس كورونا، تتصدى للإرهاب والعناصر الإرهابية بكافة أشكالها، والتي يٌخيل لها أن هذه الأزمة قد تكون مخرجًا لهم لممارسة أفعالهم الإجرامية ولكن يقظة رجال الشرطة البواسل كانت لهم بالمرصاد.

مواجهة حاسمة

بدوره، أشاد علي عبده، نائب رئيس حزب الغد، بالجهود الأمنية الكبيرة المبذولة في إطار سعيها لمواجهة الإرهاب وعناصره، ومواجهة مخططاتهم بكل حزم وقوة، مشيرًا إلى أن كشف حقيقة الفيديو المفبرك، ضربة قوية لأجهزة الأمن التي تؤكد في كل مرة قدرتها على المواجهة ودحض كافة الادعاءات بطريقة موثقة.

وقال عبده، في حديثه لـ«بوابة الأهرام»، إن جماعة الإخوان الإرهابية في ظل ما تعاني منه من انشقاقات داخلية نتيجة عدم قدرتها على تحقيق أهدافها وفي ظل الفشل الكبير التي تواجهه في ضوء حربها على الإرهاب، فإنها في طريقها إلى الموات التام، لافتًا إلى أن الحرب المصرية على الإرهاب لم تكن حربًا بالمفهوم العسكري والتسليح وحسب، وإنما حرب تنظيمية لمواجهة تنظيم بكافة عناصره وأيدولوجيته، وكذلك حرب فكرية من خلال هذا الكم الهائل من الشائعات التي يبثها الإخوان وعناصرهم وكتائبهم الإلكترونية، وكذلك عقد تحالفات مع أشخاص لهم باع طويل في النصب والاحتيال على المواطنين بطرق مختلفة، لكن أجهزة الأمن نجحت في كشف زيقف ادعاءاتهم.

ولفت نائب رئيس حزب الغد، إلى أن مصر دولة عصية على التشويه والانكسار، لما فيها من قيادة سياسية قوية تعي قدر مسئوليتها، وشعب لديه من الوعي ما يكشف تلك الشائعات والادعاءات، وأجهزة أمنية مشهود لها بالكفاءة.

إعلام ممول

من جانبه، أكد النائب عبدالرحيم كمال، عضو مجلس الشيوخ، أن نجاح الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية في كشف ملابسات ما تم تداوله على المنابر الإعلامية التابعة لتنظيم جماعة الإخوان الإرهابية، لتسريب صوتي مفبرك لإحدى مؤسسات الدولة يؤكد استمرار المخططات الإجرامية التي تضطلع بها الجماعة الإرهابية والتي تستهدف المساس بأمن الوطن، والترويج لشائعات وأخبار مغلوطة بهدف إثارة البلبلة وتشويه صورة مؤسسات الدولة أمام المواطنين، مضيفًا أن إعلام الإخوان المزيف استخدم جميع وسائله وأساليبه الخادعة بكامل طاقته لنشر الأكاذيب، ولكن الوعي الشعبي كان ولا يزال حائط الصد لتلك الشائعات.

وأضاف «كمال»، أن جماعة الإخوان الإرهابية تستخدم الأكاذيب والشائعات دائمًا من أجل نشر الفوضى والتشكيك في القيادة المصرية وهذا ليس أسلوبا جديدا من الجماعة الإرهابية، حيث إنها وظفت مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الممول في المعركة ضد الدولة المصرية، وكان مخططاً له من استخبارات وأجهزة دولية تهدف لإسقاط الدولة المصرية.

وقال عضو مجلس الشيوخ، إن حرب الإعلام تعد أقوى من المعارك المسلحة داخل المجتمعات، مضيفًا أن الجماعة الإرهابية تعمل على زعزعة الثقة بين الشعب المصري والحكومة والعمل على الاستقطاب الفكري عن طريق الإعلام وفق وثيقة «رد الاعتداء» التي كتبها سيد قطب.

وأشار «كمال»، إلى أن الدولة رصدت على مدار السنوات الماضية إنشاء حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي لمسئولين ولجهات حكومية يتم استغلالها في نشر أخبار ومعلومات غير صحيحة، ونسب تصريحات خاطئة ومعلومات مثيرة للجدل لوزراء ومسئولين، فضلًا عن تداول فيديوهات وصور مفبركة لا تمت للواقع بصلة ونسبها لجهات رسمية بعد اقتطاعها من سياقها، إإضافة لاستغلال الشعار الخاص بالمواقع الإلكترونية الموثوقة لنشر وفبركة أخبار غير صحيحة.

 

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.